أسلاف الجمل
أسلاف الجمل
في العصور التاريخية القديمة وبخاصة العصر “الجوراسي والكريتاسي” كان هناك حيوانات مثل الديناصورات وبعض النباتات المختلفة، ومع التطور البيئي والتغيرات المناخية التي طرأت على الأرض منذ ملايين السنين أصبح هناك انقراض لكثير من الحيوانات البرية والبحرية، ففي العصر الباليوسيني وُجِدَت أنواع ثدييات مختلفة، وهي من ذات الحوافر والقوارض وفتح هذا طريقًا للعصر الإيوسيني في أمريكا الشمالية، حيث كان يسودها مناخ دافئ، وفي العصر التالي بردت درجة الحرارة ومُلِئَت الأرض بالعشب واتسعت، وبالتالي زادت الثدييات مثل الخرتيت والخيل الصغير وحيوانات ذوات القرون، وفي نهاية العصر انقرضت كل هذه الحيوانات، ومن بعدها تم تقسيم الثدييات الموجودة إلى أحادية الإصبع وزوجية الأصابع.
وهناك اختلاف على بداية ظهور الجمال، وما إذا كانت في بداية أو منتصف العصر الإيوسيني، ويقال إن الجمليات وجدت على أراضي أمريكا فقط لمدة ستة وثلاثين مليون سنة وبعد ذلك رحلت، ومع ارتفاع درجة برودة الأرض انقرضت أنواع كثيرة منها، وكان هناك نوع قديم يُسمى protylopus وكان حجمه أصغر من الأرنب البري، ومع مرور العصور تطوَّر إلى أنواع أخرى Oxydactylus، وهي “جِمال ذات رقبة أشبه بالزرافة”، وStenomylus وهي “جِمال شبيهة بالغزلان”، وAepycamelus وهي أقدم الجمال العملاقة.
ظهرت الجمال في آسيا بدايةً من العصر البليوسي عندما حدث اصطدام بين أمريكا الشمالية والجنوبية فنتج بهم جسر أرضي عبرت من عليه الجمليات المختلفة، وكان هناك اختلاف بين الجمال التي هاجرت إلى آسيا وبين ذي السنامين والجمل العربي، وذُكِر أن نوع الجمل الموجود إلى الآن ظهر في العصر البليستوسيني من نصف مليون عام في أمريكا الشمالية، كما يذكر الكاتب أن الجمل حيوان خجول، وأن الأماكن الملائمة له هي الصحراء والمناطق الجبلية، ويوضِّح هذا أن أنواع الجمال ذات السنامين والجمل العربي مكانهما الصحراء واللاما، والفيكونيا، والألباكا، والجواناكو في الرعي في المرتفعات، وعلى الرغم من هذا فلم يتوقف تطور الجمال قديمًا، فقد عثر أيضًا على عظام جمال أضخم من الحجم الطبيعي الموجود وهي ترجع إلى العصر البليستوسيني.
الفكرة من كتاب الجمل – التاريخ الطبيعي والثقافي
عند ذكر حيوان الجمل فإن أول ما يخطر بالبال هو لقب “سفينة الصحراء” والقدرة الهائلة على التحمل، وأن مكانه الدائم وموطنه هو الصحراء، وأي ذكر للصحراء والجمال وطبيعة العيش هناك يعني أنها للعرب.
يذكر الكاتب أن الجمال نوعان: جمل ذو سنام وجمل ذو سنامين، والفارق بينهما أن الأول يشبه حرف (D)، والثاني يشبه حرف (B)، وقد تردَّد كثير من الأسئلة على عقله فجعلته يطرح العديد منها ويجيب عليها: هل الِجمال ذكية ؟ هل تحب البشر أم لا تحبهم؟ كيف هي حياة الجمل؟ طبيعة الحياة الجنسية للجمل؟ هل سيموت الجمل في يوم ما؟ كيف يرى الموت؟ وغيرها من الأسئلة، ولكن أكثر ما استوقف الكاتب سؤال لم يجد له إجابة: “ما معنى ألا تكون إنسانًا؟”.
مؤلف كتاب الجمل – التاريخ الطبيعي والثقافي
روبرت إيروين: ولد عام 1946 في المملكة المتحدة، ودرس تاريخ العصور الوسطى في جامعة سانت أندروز، كما درس التاريخ العربي والشرق الأوسط في جامعات لندن وكامبريدج وأكسفورد، وهو محرر الشرق الأوسط في الملحق الأدبي لجريدة التايمز، وله عدد من الروايات مثل:
The Arabian Nightmare.
The Arabian Nights: A Companion.
Satan Wants Me.
Night & Horses & The Desert: An Anthology of Classical Arabic literature.
معلومات عن المترجم:
أحمد محمود: عضو نقابة الصحفيين واتحاد الكتاب المصريين وعضو لجنة الترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة، يعمل رئيس لقسم الترجمة بجريدة الشروق القاهرية، كما شارك في ترجمات عدد من المجلات الثقافية، وله الكثير من الكتب المترجمة مثل:
الأرض المحروقة.
لن أكره.
الناس في صعيد مصر .. العادات والتقاليد.
صناعة الخبر في كواليس الصحافة الأمريكية.