دور الفتاة الاجتماعي
دور الفتاة الاجتماعي
من أهم الأمور في تثبيت القيم في نفس الفتاة في مرحلة المُراهقة هو انتهاز الفرص والمواقف للحديث معها حول القيم والمُثل العُليا، والأب له دور كبير في تنشئة الفتاة تنشئة اجتماعية سوية، وذلك لأنه هو من يضع أسرته في المجتمع ويحدِّد موقف أفراد أسرته ودورهم في البناء المجتمعي.
فيُبيِّن لها أن الدور الأول لنا كمُسلمين لحفظ مجتمعنا هو فعل العبادة واجتناب المعصية، وذلك لتأثيرها في الفرد أولًا ثم المجتمع، فتأثيرها في الفرد يكون مثلًا في الصلاة؛ فإنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، أما تأثيرها في المجتمع فإنها تحفظه، لكن المعاصي والتمسُّك بتقاليد الجاهلية كالتفاخر بالحسب والنسب فإنها تُفسد المجتمع وتُمزِّقه.
وللصحبة دور كبير في حياة الفتاة؛ وذلك لأن فترة المُراهقة يميل فيها الإنسان لتكوين محيط اجتماعي ينتمي إليه، لذا لا بد أن يحرص الأبوان على متابعة ارتباط ابنتهما بصحبة صالحة تنفعها في دُنياها وآخرتها، وحينما تختار الابنة صحبتها الصالحة فلا بد أن تُكرمها الأسرة وترحِّب بها حتى تشعر الابنة أن اختيارها له مكانته وأهميته.
ومن الجميل أن يصطحب الوالدان ابنتهما في الواجبات الاجتماعية كزيارة المريض أو تهنئة أحدهم، حتى تتعلَّم الفتاة كيف تتحاور مع الآخرين وتتبادل معهم الآراء، فلا تنشأ الفتاة على الخجل غير الحميد أو لا تعرف كيفية التصرُّف مع الغُرباء.
وقبل التنشئة الاجتماعية والدينية والفكرية والجسدية لا بد أن يكون الأبوان مؤهلين لذلك، فلا بد أن يكونا على وعي بالمعنى الحقيقي للإسلام، وعلى قدر من الثقافة والمعرفة والأخلاق الفاضلة، وأن يتجنَّبا الأمور المُحرَّمة والأخلاق السيئة، ليكونا خير قدوة لأبنائهما.
الفكرة من كتاب الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة المُسلمة في مرحلة المراهقة (ج2)
قد يختلط على كثير من الآباء والأمهات التعامل مع أبنائهم عند بلوغهم سن المراهقة، وذلك لأنهم اعتادوا شخصية أبنائهم في مرحلة الطفولة، إلا أن مرحلة المراهقة يبدأ الإنسان فيها بالشعور بمشاعر مختلفة ويمر جسده بمراحل جديدة تجعله في حالة مختلفة تمامًا عن طفولته، لذا كانت مرحلة المُراهقة من المراحل المهمة التي يجب على الوالدين إدراك طبيعتها ليُكونا خير عونٍ لأبنائهما.
وكما قدَّمت لنا الكاتبة في الجزء الأول حق الابنة كطفلة، تقدِّم لنا في كتابنا هذا كيف للوالدين الاعتناء بابنتهما في مرحلة مراهقتها، لنُدرك معًا كيف يمكن توجيه هذه المرحلة لتكون ولادة ثانية ولكن في القيم والأخلاق والعادات والتقاليد.
مؤلف كتاب الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة المُسلمة في مرحلة المراهقة (ج2)
الدكتورة حنان عطيَّة الطوري الجهني: سعودية الجنسيَّة، بروفيسور أصول التربية بجامعة الأميرة نورة بالرياض، حاصلة على درجة بكالوريوس دراسات إسلامية، ودرجة الدكتوراه بأصول التربية، كما أنها تشغل زميل أكاديمية التعليم العالي ببريطانيا.
من مؤلفاتها:
الفكر التربوي: مدارسه واتجاهات تطوره.
القيم الجمالية وتنميتها بين الفكر الإسلامي والفكر الغربي (منظور تربوي).