دور المُستقبل
دور المُستقبل
إن الفتاة اليوم هي زوجة وأُم الغد؛ لذا كان من الضروري تهيئة الفتاة لهذا الدور الجليل، لذا حينما تتعلَّم الفتاة في هذا العُمر وتنمو نموًّا فكريًّا ونفسيًّا سليمًا ستتغيَّر الأجيال حتمًا إلى الأفضل، فتكون أمهات المُستقبل عالمات بالحلال والحرام، مُدركات لمبادئ الأخلاق الحسنة.
وتهيئة الفتاة لا تعني تدريبها على الطبخ والترتيب والتنظيف، بل إشعارها أنها مسؤولة، فتكون مستعدة، مُدركة لطبيعة هذه المُهمَّة العظيمة، فمن الأمور اللطيفة التي يمكن مشاركتها مع الابنة؛ خبرات والدتها في حياتها، فتحكي لها وتعلِّمها معنى حسن التبعُّل للزوج، والاهتمام بالبيت ليكون سكنًا له، وأهمية طاعة الزوج.. فطاعة الزوج ليست انتقاصًا في حق المرأة، بل هي راحة لها وزيادة قدرها في قلب زوجها، فيمتلئ البيت بمعنى المودة والرحمة.
كذلك تُحثُّ الأم ابنتها على التزيُّن للزوج، وبيان أن هذا الفعل ضروري في استقرار البيت ودوام المحبة بينهما ، فتذكر لها حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حينما سُئل عن أي النساء خير؟ فقال (صلى الله عليه وسلَّم): “التي تسرُّه إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره”.
فتتعلَّم الفتاة الزينة دون إسراف وإضاعة للوقت، فالزينة فيها المُستحب كسنن الفطرة، وفيها المُباح وهو كثير، وفيها المُحرَّم كالوصل والنمص والتشبُّه بالرجال أو الكفَّار، وقد تسأل المراهقة عن سبب تحريم التشبُّه بالكفَّار فيذكر الوالدان لها أنه يجب من كونها مُسلمة أن تتبع أمر الله (عز وجل) ولو لم تعلم حكمة الأمر، ثم إن بعض العلماء قد ذكر أن غاية الإسلام هو أن يُباين المُسلم سبيل المغضوب عليهم والضالين، فتُدرك الفتاة معنى التوسُّط في الزينة، فلا تكون مُنقادة إلى الموضة والأزياء والشراء والتسوُّق.
الفكرة من كتاب الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة المُسلمة في مرحلة المراهقة (ج2)
قد يختلط على كثير من الآباء والأمهات التعامل مع أبنائهم عند بلوغهم سن المراهقة، وذلك لأنهم اعتادوا شخصية أبنائهم في مرحلة الطفولة، إلا أن مرحلة المراهقة يبدأ الإنسان فيها بالشعور بمشاعر مختلفة ويمر جسده بمراحل جديدة تجعله في حالة مختلفة تمامًا عن طفولته، لذا كانت مرحلة المُراهقة من المراحل المهمة التي يجب على الوالدين إدراك طبيعتها ليُكونا خير عونٍ لأبنائهما.
وكما قدَّمت لنا الكاتبة في الجزء الأول حق الابنة كطفلة، تقدِّم لنا في كتابنا هذا كيف للوالدين الاعتناء بابنتهما في مرحلة مراهقتها، لنُدرك معًا كيف يمكن توجيه هذه المرحلة لتكون ولادة ثانية ولكن في القيم والأخلاق والعادات والتقاليد.
مؤلف كتاب الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة المُسلمة في مرحلة المراهقة (ج2)
الدكتورة حنان عطيَّة الطوري الجهني: سعودية الجنسيَّة، بروفيسور أصول التربية بجامعة الأميرة نورة بالرياض، حاصلة على درجة بكالوريوس دراسات إسلامية، ودرجة الدكتوراه بأصول التربية، كما أنها تشغل زميل أكاديمية التعليم العالي ببريطانيا.
من مؤلفاتها:
الفكر التربوي: مدارسه واتجاهات تطوره.
القيم الجمالية وتنميتها بين الفكر الإسلامي والفكر الغربي (منظور تربوي).