التوعية الجنسية للمراهقة
التوعية الجنسية للمراهقة
في مرحلة المُراهقة يبدأ سلوك الطفولة في التضاؤل، أمامه تنمو المظاهر الجسمية والعقلية والفسيولوجية، وأبرز مظاهر النمو هو النمو الجنسي، لذا تنشغل الفتاة بها وتبدأ في الانتباه لوجود الجنس الآخر، وتتحرَّك مشاعرها تجاهه، وغيرها من الأمور الطبيعية التي لا بد للوالدين توعية ابنتهما بطبيعتها وكيف تتعامل مع هذه التغيرات.
تقوم الأم بتوعية ابنتها أن الجنس ليس حرامًا في ذاته، والإسلام لا يستقذر الجنس، بل ويحرص على عدم ممارسة أي فعل لكبت هذه الطبيعة، ولكنه يوجهه التوجيه الصحيح المُناسب لفطرة الإنسان، فيكون الإنسان مُحررًا من أسر تلك الشهوة ولا يكون مُستعبدًا بها، لذا كان الزواج هو الطريقة الشرعية التي شرَّعها الله لعباده، وقد ضُبط الزواج بعلاقة المودَّة والرحمة لا مجرد الشهوة، لذا لا بد أن يحرص الوالدان على أن تحفظ ابنتهما دافعها الجنسي ولكن يُنمِّيان فيها جانب الرقابة الذاتية والشعور بمراقبة الله، ويُتابعانها بحكمة.
والأم لها الدور الكبير في التقرُّب من ابنتها وإزالة العوائق التي قد تمنع ابنتها من أن تُصرِّح بما تشعر من العواطف والأحاسيس، فهي بذلك تساعدها وتُشعرها بالاستقرار والأمان.
كما يجب على الوالدين تعويد ابنتهما على غض البصر والاستئذان قبل الدخول، وأن يمنعاها من التبرُّج وإبداء زينتها لغير المحارم، ومن التبرُّج التمايل والتبختر في المشية، أو التعطُّر، ولبس الملابس غير المحتشمة وغير الساترة، فلا بد لها من الالتزام بحجابها الشرعي الكامل الذي يرضى عنه الله (عز وجل)، والأم خير قدوة في ذلك.
كذلك منع الفتاة وتحذيرها بالخلوة مع الرجال غير ذي المحارم، أو الاختلاط بالرجال لغير حاجة، فمن الأمور المنتشرة هي السهرات العائلية التي ينتشر فيها الاختلاط وتُكسر فيها الحدود، لذا لا بد من تجنُّب هذه التجمُّعات، ويكون ذلك ببيان خطورة هذه الأفعال على الفتاة.
الفكرة من كتاب الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة المُسلمة في مرحلة المراهقة (ج2)
قد يختلط على كثير من الآباء والأمهات التعامل مع أبنائهم عند بلوغهم سن المراهقة، وذلك لأنهم اعتادوا شخصية أبنائهم في مرحلة الطفولة، إلا أن مرحلة المراهقة يبدأ الإنسان فيها بالشعور بمشاعر مختلفة ويمر جسده بمراحل جديدة تجعله في حالة مختلفة تمامًا عن طفولته، لذا كانت مرحلة المُراهقة من المراحل المهمة التي يجب على الوالدين إدراك طبيعتها ليُكونا خير عونٍ لأبنائهما.
وكما قدَّمت لنا الكاتبة في الجزء الأول حق الابنة كطفلة، تقدِّم لنا في كتابنا هذا كيف للوالدين الاعتناء بابنتهما في مرحلة مراهقتها، لنُدرك معًا كيف يمكن توجيه هذه المرحلة لتكون ولادة ثانية ولكن في القيم والأخلاق والعادات والتقاليد.
مؤلف كتاب الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة المُسلمة في مرحلة المراهقة (ج2)
الدكتورة حنان عطيَّة الطوري الجهني: سعودية الجنسيَّة، بروفيسور أصول التربية بجامعة الأميرة نورة بالرياض، حاصلة على درجة بكالوريوس دراسات إسلامية، ودرجة الدكتوراه بأصول التربية، كما أنها تشغل زميل أكاديمية التعليم العالي ببريطانيا.
من مؤلفاتها:
الفكر التربوي: مدارسه واتجاهات تطوره.
القيم الجمالية وتنميتها بين الفكر الإسلامي والفكر الغربي (منظور تربوي).