كيف نتشاجر بطريقة فعالة؟
كيف نتشاجر بطريقة فعالة؟
تتمتع المرأة المثالية بنظرة واقعية للخلافات الزوجية، وذلك مدعاة لترسيخ التفاهم والانسجام بين الزوجين، فلا تنظر لهذه المشكلات على أنها ظاهرة سلبية وتتوقف عندها، بل تُوقن أن الخلاف الناجح عادة ما يكون مؤشرًا إيجابيًّا وعلامة بناء، لأنه يتيح الفرصة للحوار المباشر المفتوح بين الزوجين، والذي يقرب المسافات، وفيه يتم التركيز على القضايا الحرجة والمشكلات التي تؤثر بعمق في علاقتهما.
كما أن للمرأة المثالية استراتيجية فعالة في إدارة الخلافات، فهي تختار عادة بين التزام الصمت أو تأجيل الخلاف أحيانًا لتخفيف وطأة الحوار إن اشتد أكثر من اللازم، وقبل الشروع في فض الخلاف، فلا بد من الوقوف على حقيقته ومسبباته، فهل الخلاف هو سوء تفاهم أم مشكلة حقيقية واضحة؟ كما أنها تركز على المشكلة الحالية فقط لعدم توسيع نطاق الخلاف وتجنب تفلت الأمور.
وعليه فإنها تتحدث عن نفسها ومشاعرها فقط، وهذه وسيلة غاية في الذكاء لحل النزاعات، لأنها تحول بين لجوء الزوج للدفاع عن نفسه وتبادل الاتهامات التي لا تنتهي، مما قد يدفعه في نهاية الأمر إلى الإصرار على موقفه، وبعد انتهاء النقاش فإنها تحمل قلبًا أبيض يتقبل الاعتذار ولا يتلذذ بالنكد، ولعل من الخلافات العصيبة في بيت الزوجية هجر الزوج لزوجته.
ويكون هذا السلوك عادةً بدافع رغبة الزوج في إعادة التفكير في الحياة وإعادة تقييم الإنجازات التي حققها، والتخطيط للمستقبل بفعالية، ولكن المشكلة تبدأ عندما تشعر المرأة أن امرأة أخرى خلف تلك العزلة، أو أن البيت لم يعد مُستراح لزوجها، أو أنه لم يعد يحبها! فبعد أن كان يهيم شوقًا بها، فإنه الآن يفتعل الخلافات لأجل ملح بكمية غير مناسبة أو خبر غير طازج.
والمرأة المثالية تدرك أن زوجها في تلك المرحلة ربما فقد توازنه في الحياة، فهو ينظر إلى الحاضر والماضي والمستقبل في نفس اللحظة وذلك مدعاة لبث القلق والتوتر، وينشغل بما لا تراه هي من تدابير للمعيشة و ترتيبات مستقبلية، وقد آثر الصمت لأنه اختار ألا يشغلها معه، فتحاول المرأة الحصيفة ألا تثور وإنما تمده بمزيد من جرعات الحب والاحتواء والتقدير.
الفكرة من كتاب المرأة المثالية في أعين الرجال
لأجل المرأة المثالية يطوف الرجل بلادًا ويسأل ويستخير ويستشير، فهي التي تعيد ترتيب أوراق حياته، وتسمح له بالاتساق مع ذاته ومع الكون، فيغدو منطلقًا في دروب الحياة، فالمرأة المثالية هي المرأة الأم، التي تلد زوجها من جديد.
ولأن عصرنا هذا يضج بالنفسيات المضطربة والأحداث العاصفة، كان مطمع كل رجل أن يجد ضالته في امرأة مثالية، تعينه على نفسه ودينه وحياته، وتحقق له التوازن الداخلي والخارجي، وفي هذا الكتاب يقدم المؤلف مختصرًا لسيكولوجية المرأة لا غنى عنه لأي زوجة صالحة، إذ يقف على الشروط الواجب توافرها في المرأة التي تنشد الكمال وتسعى لبيت عامر بالسعادة.
مؤلف كتاب المرأة المثالية في أعين الرجال
د. محمد عثمان الخشت: أستاذ فلسفة الدين والمذاهب الحديثة والمعاصرة ورئيس جامعة القاهرة، يتميز أسلوبه بالجمع بين المنهجية العقلية والإيمانية، وله عديد من الإسهامات الرائدة الأكاديمية والإدارية، ويُعد الخشت رائدًا لفلسفة الدين في العالم العربي، وكُرِّم في عديدٍ من المحافل العربية والدولية على مدار أربعة عقود.
له عديد من المؤلفات التي تُدرَّسُ في المقررات الجامعية، وتتناول أصول الدين، ومقارنة الأديان، وعلم الحديث وغيرها من المجالات الواسعة، صدر له عدد من الكتب، منها “حركة الحشاشين”، و”مدخل إلى فلسفة الدين”، و”للوحي معانٍ أخرى”، وغيرها من المؤلفات العديدة.