الاضطرابات والمشكلات المصاحبة لاضطراب الانتباه
الاضطرابات والمشكلات المصاحبة لاضطراب الانتباه
عادةً ما يصاحب اضطراب الانتباه اضطرابات أخرى مثل الاضطرابات السلوكية وبخاصةٍ السلوك العدواني، ما يؤدي إلى اضطراب علاقة الأطفال المصابين الاجتماعية بالآخرين، وبالتالي يعجزون عن التكيف مع البيئة المحيطة بهم، وقد أوضحت الدراسات أن الاضطرابات السلوكية تنتشر بين (50%) من الأطفال الذين يعانون اضطراب الانتباه.
وكثيراً ما يتلازم اضطراب الانتباه لدى الأطفال بالاضطرابات الانفعالية وبخاصةٍ القلق والاكتئاب، ولقد بيَّن بيدرمان وزملاؤه أن هناك نسبة تصل إلى (75%) من الأطفال المصابين باضطراب الانتباه لديهم اكتئاب، وأن السلوكيات التي يقومون بها ولا سيما فرط الحركة والاندفاع تؤدي إلى رفضهم الاجتماعي، وبالتالي إلى عزلتهم، فإنهم دائماً يشعرون بالوحدة النفسية والقلق والاكتئاب، كما يعاني الأطفال المصابون اضطراب النوم، ما يجعلهم يشعرون بالإرهاق، حيث بينت الدراسات أن هؤلاء الأطفال كثيرو الحركة أثناء نومهم ويستيقظون كثيرًا أثناء النوم.
وتقول الدراسات العلمية الحديثة إن اضطراب الانتباه يرتبط بالضعف المعرفي والتأخر الدراسي، وبيَّنت في نتائجها أنه منفصل عن صعوبات التعلم، فقد يوجد اضطراب الانتباه وحده لدى الطفل، وينجم عنه عدد من المشكلات التعليمية التي تؤدي إلى تأخُّر الطفل دراسيًّا، وكذلك قد يجتمع هذا الاضطراب مع صعوبات التعلم في وقت واحد، وهنا تتفاقم المشكلة، فيزداد مستوى التأخر الدراسي لدى الطفل ويرجع إما إلى عدم قدرتهم على القراءة الشاملة للمادة المقروءة، أو لأنهم يعانون اضطراب اللغة، لذلك فالأطفال المصابون بالاضطراب يعانون ضعف القدرة على فهم المعلومات التي يستقبلونها سواء كانت شفهية أو مكتوبة،كذلك فإن هؤلاء الأطفال يعانون ضعف القدرة على الإنصات، أما بالنسبة للمعلومات المكتوبة فإن الجهاز العصبي للطفل المصاب لا يستطيع معالجة كل ما يستقبله من المعلومات التي يقرؤها، لذلك نجد الطفل يخطئ كثيرًا في القراءة، لذلك على المعلم أن يقسِّم المادة المقروءة إلى وحدات صغيرة بحيث يجعله يقرأ كل وحدة ثم يستريح الطفل، ويعود بعدها إلى قراءة الوحدة الثانية وهكذا.
وخلاصة الأمر أن جهاز العصبي المركزي لدى الطفل لا يستطيع معالجة كل المعلومات السمعية والبصرية التي يستقبلها، ولذلك نجد قدرته على الفهم ضعيفة جدًّا، ويترتب على ذلك أن يخطئ أيضًا في الاستجابة.
الفكرة من كتاب اضطراب الانتباه لدى الأطفال
يعد اضطراب الانتباه من الاضطرابات الشائعة بين الأطفال، وعلى الرغم من ذلك فإن كثيرًا من الآباء والمعلمين ليس لديهم معلومات كافية عن هذا الاضطراب، ولذلك فإنهم يصنِّفون الأطفال المصابين بهذا الاضطراب بأنهم عدوانيون ومندفعون وكثيرو الحركة، أو يعانون صعوبات تعلم أو تأخرًا دراسيًّا، ولذا كان هدف هذا الكتاب تقديم المعلومات الأساسية والضرورية بصورة مبسطة عن هذا الاضطراب، ومعرفة ما أسبابه؟ وما أعراضه؟ وما الاضطرابات والمشكلات التي تصاحبه؟ وما طرق علاجه؟
مؤلف كتاب اضطراب الانتباه لدى الأطفال
الدكتور السيد علي سيد أحمد: عضو هيئة تدريس بقسم الصحة النفسية والإرشاد النفسي ومدير مركز الإرشاد النفسي جامعة عين شمس.
الدكتورة فائقة محمد بدر: تخرجت في كلية التربية، جامعة عين شمس، وحصلت على درجة الدكتوراه سنة 1985 في علم النفس التعليمي، وهي أستاذ في كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة الملك عبد العزيز في جدة.
صدرت لهما معاً عدة كتب وأبحاث مثل: “الإدراك الحسي والبصري والسمعي”، و”الفروق الفردية”.