أسباب اضطراب الانتباه
أسباب اضطراب الانتباه
لا توجد أسباب واضحة ودقيقة حول سبب حدوث الاضطراب، ولكن يوجد بعض الدراسات التي أثبتت ارتباط الاضطراب ببعض العوامل، منها ما يتعلق بالمخ، ومنها ما يتعلق بالوراثة، ومنها ما يتعلق بالبيئة، ومنها ما يتعلق بالغذاء، فبالنسبة للأسباب المتعلقة بالمخ فقد ترجع إما لوجود خلل في وظائف المخ، وإما لاختلال التوازن الكيميائي في القواعد الكيميائية للناقلات العصبية ولنظام التنشيط الشبكي لوظائف المخ، أو لضعف النمو العقلي، ولذلك فإن العلاج الكيميائي الذي يستخدمه الأطباء مثل الدوبامين والنور إيبنفرين يعمل على إعادة التوازن الكيميائي إلى هذه الناقلات العصبية وعلاج اضطراب الانتباه وفرط النشاط الحركي.
أما ما يتعلق بالعوامل الوراثية، فتلعب العوامل الوراثية دورًا مهمًّا في إصابة الأطفال بهذا الاضطراب إما بطريقة مباشرة من خلال نقل الموروثات التي تحملها الخلية التناسلية وإما بطريقة غير مباشرة من خلال نقل هذه الموروثات لعيوب تكوينية تؤدي إلى تلف أنسجة المخ، والتي بدورها تؤدي إلى ضعف نموه بما في ذلك المراكز العصبية الخاصة بالانتباه.
وتلعب العوامل البيئية دورًا كبيرًا قد يبدأ من التعرض لإصابات أثناء الحمل والولادة أو الشهور الأولى بعد الولادة، مثل الإصابة ببعض الأمراض المعدية، أو التعرض لقدر كبير من الأشعة أو بعض العقاقير، فإن هذا قد يؤدي إلى إصابة الجنين بتلف في المخ بما في ذلك المراكز العصبية المسؤولة عن عمليات الانتباه، كذلك فإن تناول الطفل لكميات كبيرة من الأطعمة الجاهزة أو الخضراوات والفواكه الملوثة بالمبيدات الحشرية، تؤدي إلى إصابتهم باضطراب الانتباه، كما أن تناول كميات كبيرة من الحلوى والمواد السكرية يؤدي إلى زيادة نشاطه الحركي المفرط.
وأخيرًا فإن حاجة الطفل إلى الحب والحنان والاهتمام والرعاية من والديه مثل حاجته إلى الغذاء والكساء، فأساليب المعاملة الخاطئة والإهمال تؤدي إلى إصابته باضطراب الانتباه، وقد أجريت دراسة على مجموعة من الأطفال المودعين في مؤسسات وأطفال يعيشون مع أسرهم، وأسفرت نتائج الدراسة عن أن اضطراب الانتباه يرتفع لدى الأطفال المودعين بالمؤسسات مقارنةً بالأطفال الذين يعيشون مع أسرهم، ما يدل أن الحرمان العاطفي الذي ينجم عن التفكُّك الأسري يؤدي إلى إصابة الطفل باضطراب الانتباه.
الفكرة من كتاب اضطراب الانتباه لدى الأطفال
يعد اضطراب الانتباه من الاضطرابات الشائعة بين الأطفال، وعلى الرغم من ذلك فإن كثيرًا من الآباء والمعلمين ليس لديهم معلومات كافية عن هذا الاضطراب، ولذلك فإنهم يصنِّفون الأطفال المصابين بهذا الاضطراب بأنهم عدوانيون ومندفعون وكثيرو الحركة، أو يعانون صعوبات تعلم أو تأخرًا دراسيًّا، ولذا كان هدف هذا الكتاب تقديم المعلومات الأساسية والضرورية بصورة مبسطة عن هذا الاضطراب، ومعرفة ما أسبابه؟ وما أعراضه؟ وما الاضطرابات والمشكلات التي تصاحبه؟ وما طرق علاجه؟
مؤلف كتاب اضطراب الانتباه لدى الأطفال
الدكتور السيد علي سيد أحمد: عضو هيئة تدريس بقسم الصحة النفسية والإرشاد النفسي ومدير مركز الإرشاد النفسي جامعة عين شمس.
الدكتورة فائقة محمد بدر: تخرجت في كلية التربية، جامعة عين شمس، وحصلت على درجة الدكتوراه سنة 1985 في علم النفس التعليمي، وهي أستاذ في كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة الملك عبد العزيز في جدة.
صدرت لهما معاً عدة كتب وأبحاث مثل: “الإدراك الحسي والبصري والسمعي”، و”الفروق الفردية”.