نحن أسرة مختلفة نوعًا ما
نحن أسرة مختلفة نوعًا ما
الطلاق من الأمور الحساسة جدًّا التي يمر بها الزوجان حين يصعب التوافق بينهما والتعامل معه يكون صعبًا على الكبار أنفسهم ويزداد الأمر صعوبة في وجود الأطفال، لذا من المهم جدًّا التعامل مع هذه القضية بوعي وحذر بحسب المرحلة العمرية التي يكون فيها الطفل.
ومما يسهل من وطأة هذا الأمر على الجميع أن تتم التهيئة له قبل حدوثه، وذلك بأن يحرص الوالدان على حل مشاكلهما بهدوء بعيدًا عن حضور الأطفال، وألا يشركوهم في تلك المشاكل أصلًا لئلا يشعروا أن هذا الانفصال بسببهم، بشكل أو بآخر، من المهم أيضًا العمل على طمأنتهم على وضعهم المستقبلي فيما بعد الطلاق، وإذا كانوا على قدر من الوعي فإن شرح هذه العملية من الناحية الدينية سيكون مفيدًا أيضًا.
بحسب المرحلة التي يمر بها الطفل ستكون قدرته على استيعاب وفهم الوضع الجديد، وأيضًا ستكون طريقة تعامل الوالدين معه مختلفة، فمرحلة الطفولة المبكرة (2_6) تتميَّز مثلًا بعدم قدرة الطفل على أن يفرق بين الشيء ونقيضه، أو أن يدرك مفهوم الزمان والمكان بشكل واضح، فالنمو العاطفي والانفعالي عنده لم يكتمل بعد، ولذا يعتقد كثيرًا أنه هو السبب في مشكلة الطلاق، إذًا فمن المهم أن نتحاور معه، وأن نشرح له مفهوم الانفصال بشكل مبسط، ويقترح الكاتب مثلًا أن نذكر له أن هناك أنواعًا مختلفة من الأسر، فهناك أسر فيها أب وأم في بيت واحد، وهناك أم وأبناء في بيت وأب في بيت آخر وهكذا، ومن المهم أيضًا الموازنة في الجانب العاطفي وتعليمه الاعتماد على نفسه والحذر من تدليله بشكل زائد في محاولة لتعويض النقص الحاصل، وتنظيم الزيارات بين الوالدين ومحاولة بناء جو متآلف هادئ سيجعل مرور هذه المرحلة على الطفل يسيرًا وسهلًا.
أما في مرحلة ما بعد الطفولة المبكرة التي تتميَّز بإدراك مفهوم الزمان والمكان لدى الطفل، وأيضًا توسع دائرة علاقاته الاجتماعية، إضافةً إلى القدرة على تمييز وجهة نظر الآخرين وخروجه من فكرة التمركز حول نفسه يجعل توصيل فكرة الانفصال وشرح أبعادها له أسهل نوعًا ما لكن لا بد أيضًا من الحذر وتوضيح الأمور بشكل بسيط ومطمئن، وهنا مجموعة من الأخلاقيات التي يذكرها الكاتب في التعامل عامةً مع الانفصال، ومنها ألا يتحدث أحد الطرفين بشكل سيئ عن الطرف الآخر أمام الطفل، ومنها أيضًا ألا يسأله أحد الطرفين بعد الزيارة عما يحصل في منزل الطرف الآخر مثلًا، ومن أخطر وأهم الوصايا أيضًا ألا نجعل الطفل ضحية معاركنا، فيطلب كلا الطرفين منه الولاء له لا للطرف الآخر، وهذا مدمِّر لشخصية الطفل وسيؤثر في سلوكه قطعًا.
الفكرة من كتاب مهارات التربية الفعَّالة: تطبيقات تربوية للطفل
أطفالنا أمانة في أعناقنا، وغراسنا الذي نأمل حُسنَه وطيبَه في المستقبل، وكعادة أي غرس فإنه يحتاج إلى عناية ورعاية وتعهُّد دائم وصبر طويل ومحبة لا تنتهي، بهذا يؤتي الغرس ثمره، وبهذا يُصنع أطفالنا على أعيننا مصطحبين معنا معية الله.
مؤلف كتاب مهارات التربية الفعَّالة: تطبيقات تربوية للطفل
عيسى بو موزة: مدرب معتمد، وكاتب ومؤلف في الشأن التربوي، وهو مستشار تربوي لمرحلة الطفولة، صدر له عدد من المؤلفات، وهي:
١٢٢ سؤالًا في التربية.
مشكلات الأطفال التربوية.
العناد لدى الأطفال: أسباب وحلول.