الصراط المستقيم
الصراط المستقيم
الوجهة التي أمرت الفاتحة بطلب الهداية إليها وعدم الانحراف عنها وصفت في السياق القرآني دائمًا بالصراط المستقيم، صراط تسير عليه الأمة كلها من لدن آدم إلى قيام الساعة في مسيرة ينبثق نورها من الوحي المنزل على الأنبياء والرسل ومن اتبعوهم بإحسان، ويحيط بهم من كل الجهات فيُشَكِّلُ نمط حياة كاملًا، وهو مستقيم لا تبدُّل في سننه وقوانينه، والاستقامة التي نجنيها من سيرنا على الصراط -كالاهتداء- عملية مستمرة وصيرورة دائمة تتطلب الاستمرار والمجاهدة.
الصراط تسير عليه الأمة كلها، وهو واحد لا يتبدل، لكن قد يهدي الله خلقه في سبل متعددة، تتباين في الظاهر ونقاط البداية، وربما الوسائل والأهداف المرحلية، لكنها مشروطة بأن يكون مقصدها النهائي هو الصراط المستقيم، هذا الاختلاف الظاهري يثري المسيرة ويكملها ويراعي الفروق في الإمكانيات والقدرات، ما دامت الوجهة في النهاية واحدة والهدف مشتركًا.
هذا الصراط له شرط آخر مهم، ألا يكون نفسه صراط من وصفتهم الآية بالمغضوب عليهم والضالين، خياران كلاهما أسوأ من الآخر، وليس من التعقل المفاضلة بينهما، بل يجب دومًا البحث عن خيار ثالث، حتى ولو كان مجهدًا وصعبًا لأنه الخيار الصواب والمؤدي إلى صراط الذين أنعم الله عليهم؛ فأفلحوا.
الفكرة من كتاب عالم جديد ممكن.. الفاتحة: العدسة اللاصقة على العين المسلمة
يحاول الكاتب البحث في أعماق السورة التي يبدأ بها المصحف، ولا تتم الصلاة إلا بها، وقد تكون، إذا أمعنا النظر قليلًا في آياتها، عدسة تغير نظرتنا إلى أنفسنا والكون من حولنا.
مؤلف كتاب عالم جديد ممكن.. الفاتحة: العدسة اللاصقة على العين المسلمة
الدكتور أحمد خيري العمري، طبيب أسنان وكاتب عراقي مهتم بالتجديد الديني، له عدة مؤلفات أهمها “البوصلة القرآنية”، و”سيرة خليفة قادم” و”استرداد عمر من السيرة إلى المسيرة”، وغيرها، يحاول تقديم منهج منضبط يتجاوز الجمود الحادث وتفلت الموجات التجديدية.