الهداية.. شروط وموانع
الهداية.. شروط وموانع
يظن البعض أن الهداية مجرد شرارة تنطلق فجأة لتنير الطريق كله مرة واحدة وإلى الأبد، هذا في رأي الكاتب غير صحيح؛ إنما هي ومضات تظهر لتهدي السائر إلى الخطوة التالية، ثم تخفت لتظهر ومضة أخرى تهدي إلى خطوة تالية، هذه الومضات على الطريق للجميع لكن لا يهتدي بها إلا من انتبه لها ووطَّن نفسه على قبولها واستحقاقها، أي أن لهذه الهداية شروطًا، وقد نصَّ القرآن على أهمها وهي مجاهدة النفس المستمرة ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾، فقد جاءت الهداية نتيجة لهذه المجاهدة المستمرة، والمجاهدة جوهر عملية الاهتداء التي تعتمد على رغبة وإصرار وإلحاح من طالب الهداية ومن يأخذ الأمور بجدية وأنها السبيل الوحيد لا على أنها ترف فكري أو خيار من ضمن الخيارات المطروحة، ومن داوم طرق الباب يوشك أن ينفتح له.
للهداية موانع بينها القرآن الكريم في ثلاثة أحوال أساسية: أولها الكفر؛ باتخاذ موقف مسبق رافضًا لهداية الله بالمطلق، وثانيها الظلم؛ لأن الاهتداء يتطلب التخلص من الظلم بالأساس، وثالثها الفسوق لأنه يعزف بصاحبه عن الجدية في طلب الهداية ويجعله ضعيفًا أمام شهواته، هذه الثلاثية كما نصَّ عليها الشارع تقف عقبة أمام عملية الهداية.
إن الهداية والاهتداء مرتبطان كتفاعل دائري مغلق، ومن أجل الحفاظ على استمراره لا بد من إمداده بالعناصر المحفزة، بالمجاهدة والتصبُّر، وأيضًا بالمداومة على طلبه يوميًّا سبع عشرة مرة على الأقل.
الفكرة من كتاب عالم جديد ممكن.. الفاتحة: العدسة اللاصقة على العين المسلمة
يحاول الكاتب البحث في أعماق السورة التي يبدأ بها المصحف، ولا تتم الصلاة إلا بها، وقد تكون، إذا أمعنا النظر قليلًا في آياتها، عدسة تغير نظرتنا إلى أنفسنا والكون من حولنا.
مؤلف كتاب عالم جديد ممكن.. الفاتحة: العدسة اللاصقة على العين المسلمة
الدكتور أحمد خيري العمري، طبيب أسنان وكاتب عراقي مهتم بالتجديد الديني، له عدة مؤلفات أهمها “البوصلة القرآنية”، و”سيرة خليفة قادم” و”استرداد عمر من السيرة إلى المسيرة”، وغيرها، يحاول تقديم منهج منضبط يتجاوز الجمود الحادث وتفلت الموجات التجديدية.