البدء “بسم الله”
البدء “بسم الله”
تبدأ الفاتحة باسم الله؛ إقرارًا أن البداية دائمًا وأبدًا لا بد أن تكون باسم الله الذي استخلف الإنسان في الأرض ليقوم بدوره الواجب عليه في عبادة الله وتعمير الأرض، قيل باسم الله في أول موجة تصحيح لمسار الإنسانية التي اجتالتها الشياطين عن عبادة الله وعبَّدتها للأوثان، عندما أتاهم رسول كريم من بينهم لبث فيهم تسعة قرون يدعوهم بكل سبيل وهم عنه معرضون ومصمِّمون على الإبقاء على عالمهم الخرب المتداعي الذي سيزيله الطوفان إن آجلًا أو عاجلًا، فكان الحل أمام نوح (عليه السلام) هو صنع سفينة النجاة التي سوف تحمل البشرية إلى عالم جديد، بُنيت هذه السفينة باسم الله، حتى إذا جاء الموعد المحتوم جرت بهم باسم الله تعبر أمواجًا كالجبال لتوصلهم إلى مرسى الأمان.
مرة أخرى قيل فيها “بسم الله”، كانت على لسان نبي الله سليمان، خليفة الله في الأرض الذي دانت له الدنيا وسُخِّرت له سنن الطبيعة، في كتاب أرسله إلى قوم بلقيس الذين عبدوا الشمس من دون الله، كتاب يمثل رسالة إنقاذ من حضارة ضالة أساءت فهم السنن فأسجدته لها كي ينقلها إلى حضارة الاستخلاف التي تحسن استخدام السنن وتفرُّد خالقها بالعبادة.
الأعمال التي يبدأها المسلم باسم الله تعطيه ثقة في نفسه أثناء أدائها، فهو مُخَوَّلٌ بأداء مهمة استخلف فيها من خالق الكون وباسمه، لكن حذارِ أن يسيء استعمال اسم الله في عمل لا يرضيه فيجر على نفسه الوبال.
الفكرة من كتاب عالم جديد ممكن.. الفاتحة: العدسة اللاصقة على العين المسلمة
يحاول الكاتب البحث في أعماق السورة التي يبدأ بها المصحف، ولا تتم الصلاة إلا بها، وقد تكون، إذا أمعنا النظر قليلًا في آياتها، عدسة تغير نظرتنا إلى أنفسنا والكون من حولنا.
مؤلف كتاب عالم جديد ممكن.. الفاتحة: العدسة اللاصقة على العين المسلمة
الدكتور أحمد خيري العمري، طبيب أسنان وكاتب عراقي مهتم بالتجديد الديني، له عدة مؤلفات أهمها “البوصلة القرآنية”، و”سيرة خليفة قادم” و”استرداد عمر من السيرة إلى المسيرة”، وغيرها، يحاول تقديم منهج منضبط يتجاوز الجمود الحادث وتفلت الموجات التجديدية.