التفكير المنطقي والمنطق الأرسطوطاليسي
التفكير المنطقي والمنطق الأرسطوطاليسي
يتحدث كثير من الناس عن المنطق وهم لا يعرفون عنه شيئًا، فتجدهم يصفون كلام أحدهم تارةً بأنه منطقي، وتارةً أخرى بغير ذلك، وإن سألتهم لماذا؟ لم يعطوك إجابة واضحة، ويعتمد كثير من الناس على مبدأ أرسطو في التفكير، ولعلَّ هذا سبب تسميته بالمنطق الأرسطوطاليسي، والمحور الذي يدور حوله هذا المنطق يسمى بالقياس، أي التسلُّل التدريجي من المعلوم إلى المجهول، كأن نبدأ بالمقدمات لنحصل على النتائج، وتكمن مشكلة هذا المنطق بأنه لا يمثِّل واقع الحياة، وذلك لأنه بمنزلة منطق فوتوغرافي، يأخذ عن الأمور صورة ثابتة واضحة، ويعتبرها النهائية، بينما الواقع هو منطق سينمائي، لأن الحياة في حركة متواصلة، والفوتوغراف أو التقاط الصور، لا يمثل سوى لحظة عابرة من حقيقة الحياة.
ولقد تسبَّب منطق أرسطو في عزل المفكرين عن الواقع، لأنه وضع قوانين تناقض الواقع، غفل عن رؤيتها أتباع هذا التفكير، ما سبَّب لديهم ازدواجية الشخصية، فصاروا يفعلون ما ينهون الناس عن فعله، دون أن يلاحظوا حتى بأنهم فعلوه، فهو منطق يصلح للوعظ والمشاغبة فقط، ولا يصلح لعيش الواقع، ولقد وضع المناطقة القدماء ثلاثة قوانين، وسموها قوانين الفكر، وزعموا أنه لا يمكن أن تطرق صحتها الشك غير مدركين فجوة التناقض العميقة بها، والقانون الأول يُدعى “قانون الذاتية”، ويعبرون عنه بأن الشيء هو كما نراه، ويطلقون عليه اسم قانون الحقيقة الثابتة، ومؤداه أن الثبات والسكون أصل الكون، ولقد انقلبت هذه الفكرة رأسًا على عقب حاليًّا، فقد ثبت أن المادة في حالة حركة مستمرة، وما نراه من سكون، إنما هو من وهم حواسنا.
والقانون الثاني يُدعَى “عدم التناقض”، ومفاده أن الشيء يمكن أن يكون فاقدًا وحائزًا لصفة معينة بنفس الوقت، كأن يكون حقًّا وباطلًا معًا، مما يوضح أن الحقيقة المطلقة غير نسبية، وهذا خطأ بالطبع، لأن أصل الحياة هو تناقضها، والقانون الثالث يُدعى “قانون الوسط المرفوع”، ومعناه أن الكون مكون من طرفين لا ثالث لها، كأن يتكون الكون من اللونين الأبيض والأسود، ولا وجود للون الرمادي بينهما، فيرون جانب القبح أو الجمال فقط، وإن لم تكن بجانب الجمال، فأنت بجانب القبح، واستغل المناطقة هذا المنطق في الوعظ والصراع بين المذاهب، فإما أن تكون مع الحقيقة أو ضدها، فإذا عزفت عن الحقيقة قليلًا، وجب حربك والقضاء عليك.
الفكرة من كتاب خوارق اللاشعور (أسرار الشخصية الناجحة)
هل سبق وتساءلت يومًا عن الحظ؟ ولماذا هنالك أشخاص يرون أنفسهم على أنهم سيئو الحظ؟ هذا الكتاب يتحدث عن بعض الأمور الغامضة كالحظ، والعبقرية، والتفوق، والنجاح، كما يوضح أثر الحوافز اللاشعورية، التي تحدث بالعقل الباطن، وقدرتها الكبيرة على إحداث تغييرات جذرية في حياتنا، متناولًا ذلك في ضوء النظريات العلمية الحديثة، فهذا الكتاب بمثابة دراسة اجتماعية قيمة للنفس البشرية، توضح أسرار الشخصية الناجحة، وعوامل الإبداع، وأسباب الفشل، في إطار جديد مختلف.
إن اللاشعور لا يعرف التمييز بين الحق أو الباطل، أو بين الصواب والخطأ، فهذا من شأن العقل الظاهر أن يعرفه، فهو عقل الشك والبحث والتفلسف، أما العقل الباطن هو عقل اليقين والعقيدة، وخوارق اللاشعور لا تدل على صحة العقيدة، بقدر ما تدل على قوتها في النفس.
مؤلف كتاب خوارق اللاشعور (أسرار الشخصية الناجحة)
الدكتور علي الوردي (1913: 1995): وُلد في بغداد في مدينة الكاظمية، عمل بالعديد من الوظائف الجزئية محدودة الدخل حتى تخرج في المدرسة الثانوية ونال المرتبة الأولى، ثم حصل على بعثة للجامعة الأمريكية في بيروت، وأتم دراسة الماجستير والدكتوراه في جامعة تكساس الأمريكية، وعُيِّن مدرسًا لعلم الاجتماع في كلية الآداب في جامعة بغداد، وقام بكتابة العديد من البحوث المهمة، والمقالات، والكتب، كما ظهر تأثره الواضح بابن خلدون في علم الاجتماع، وتُوفي بعد صراع طويل مع مرض السرطان عن عمر يُناهز 81 عامًا.
من أهم مؤلفاته:
وعاظ السلاطين.
مهزلة العقل البشري.
الأحلام بين العلم والعقيدة.