أنظمة التراسل الأولية
أنظمة التراسل الأولية
إنَّ الثقافة معقدة وصعبة الفهم والتحليل والجزء الأكبر منها مكتسب ولا يمكن تعلمه، ولكن يمكن وضع معايير للنظام الثقافي بتحليل مكوناته من خلال المشاهدات المباشرة للعمل الفعلي للنظام الثقافي، وتوجد عشرة أنشطة أولها التواصل اللغوي والباقي أساليب تواصل غير لغوية، يمكن تسميتها “أنظمة التراسل الأولية وهي تشمل:
التفاعل مع البيئة وهو دليل الحياة، وأهم أشكاله الكلام، والكتابة شكل خاص منه، وكل فعل بشري هو تفاعل مع مكون آخر، والاتحاد الذي يبدأ من اندماج خليتين لتكوين كائن معقد ثم تسلسل هرمي للأحياء، ومنه العلاقات المتبادلة بينه بين اللغة مثل: تنوع اللهجات، واختلاف نبرة صوت القائد، وطريقة الحديث مع أشخاص أعلى في المركز أو العمل، وموارد الإعاشة بداية من عادات الأكل إلى اقتصاد الدولة وما يرتبط بهما من سلوكيات، وكذلك مكانة عمل أو وظيفة اجتماعيًّا، فالعمل اليدوي دلالة على مكانة متدنية في بعض الثقافات بخلاف المجتمع الأمريكي الذي لا يضع العمل اليدوي في مرتبة منخفضة.
وثنائية الجنس، فكل الثقافات تميز بين الرجال والنساء وتخُص أعمالًا معينة لكل جنس، ولكن ما يُعتبر سلوكًا أنثويًّا في مجتمع قد يكون سلوكًا ذكوريًّا في آخر، كان يُعتقد في معظم دول أمريكا اللاتينية أن الرجل لا يملك نفسه إذا انفرد بأنثى والمرأة ليس في مقدورها مقاومة رجل.
والإقليمية، وهي اتخاذ مكان والدفاع عنه، فامتلاك مكان يساوي امتلاك عنصر أساسي من عناصر الحياة، وتاريخ البشرية هو سلسلة من انتزاع أرض أو الدفاع عن أرض، كما يرتبط المكان بالوضع الاجتماعي والمادي فيمكن أن يُستدل على مكانة رجل من خلال موقعه في منصة. والزمنية، فإن إدراك العلاقات الزمنية بين الأحداث يمنح قدرًا كبيرًا من المعرفة.
الفكرة من كتاب اللغة الصامتة
لو أنك عربي تريد أن تعيش في الولايات المتحدة فلا يكفيك إتقان اللغة الإنجليزية وتناول الغداء في مطاعم الوجبات السريعة، فثمة لغة غير محكية ينبغي لك معرفتها للتكيف مع نمط الثقافة الأمريكية. إنَّ اللغة الصامتة هي انعكاس لسلسلة معقدة ومتشابكة من الاتصالات غير الشفوية، وترجمة لطائفة كبيرة من السلوكيات والإشارات والكنايات وأنماط التعليم والأفكار وأسلوب التعاطي مع الزمان والمكان، والأعراف التي نتعامل بها داخل نظامنا الاجتماعي وتميزه عن غيره بأشياء خلاف الاختلافات الرسمية المُعلَنة. إن اللغة الصامتة ليست وسيلة للتواصل بقدر ما هي طريقة لبناء ثقافة المجتمع وتنظيم أنماط الحياة، ويمكن اعتبارها نقيض العولمة، فهي ليست عالمية بل سمة مُميِّزة للمجتمع والعائلة والفرد!
مؤلف كتاب اللغة الصامتة
إدوارد تي هول : هو أستاذ جامعي متخصص في علم الإنسان، وُلد عام ١٩١٤ وتخرّج في جامعة كولومبيا ومنها حصل على درجة الدكتوراه. درّس في جامعات كثيرة مثل هارفارد ودنفرو ومعهد إلينوي للتقنية، كما خدم في الجيش الأمريكي وعمل في الخارجية الأمريكية. صاغ هول مصطلحات أنثروبولوجية عن علاقة الثقافات والأعراف المختلفة بمفاهيم الزمان والمكان.
من مؤلفاته:
– البعد الخفي.
– Beyond culture.
– The dance of life: other dimension of time.
المترجِمة لميس فؤاد: ترجمت “البعد الخفي” للمؤلف نفسه، و”التحليل النفسي الفوري” لديفيد ليبرمان، و”كيف تحصل على الأفكار” لجاك فوستر.