قلق الملك وسقوط الأكاذيب
قلق الملك وسقوط الأكاذيب
من لطف الله تعالى أن يجعل ما ليس سببًا في العادة، أقوى الأسباب، فيوقظ بالرؤيا ملك يهتم لها ويبحث عن تأويلها، فينصر الله من يشاء من عباده من حيث لا يحتسب العبد، فيحصحص الحق وتسقط الأكاذيب ويُنصر المظلوم بإذن الله ولطفه وتدبيره.
ومن أعظم لذائذ الدنيا أن تثبت براءتك مما رُميت به، وتظهر للناس طهارة صفحتك، وهو من أشد حاجات البشر، وأنفس غايات الحياة، فمن لا يخون بالغيب، لن يخون في الشهادة، كما تعلمنا من قصة النبي الشريف العفيف يوسف (عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام).
اصبر على أكاذيبهم، واصمد أمام استهزائهم، وأغمض عينيك عن لفح سياطهم، واعلم أنَّ الله (جلَّ في عُلاه) يومًا ما سيُحصحص الحق على ألسنتهم، سُنَّة الله أن الحق يظهر ولو بعد حين.
الفكرة من كتاب يوسفيات
إن التدبُّر هو ما يفعله كلُّ مؤمن يقرأ كتاب الله، ما دام عقله حاضرًا، وقلبه واعيًا، فكلُّ معنى يقف عنده القلب مُتأثِّرًا، أو مُتشوِّقًا، أو مُتحسِّرًا، أو مُتلهِّفًا، أو مُحبًّا، أو مُبغضًا، وكل تلك المعاني النفسية هي من صميم التدبُّر، ولا يكاد قارئ لآيات كتاب الله إلا ويشعر بها في قلبه، ويتصوَّرها في خياله.
فالقرآن كتابٌ مُبين، ومن كونه مُبينًا أنَّ كلَّ الكُتب يعتريها غموض سواه، فكل الكُتب فيها لبس إلا هو، ويطرأ عليها شيء من التناقض عداه، إذ إنَّ الوضوح الصفة الأهم لأعظم كتاب أنزله الله، فمن قرأ القرآن ولم تتضح الرؤى لديه وتترتَّب فوضى عقله ولم تنسجم قناعاته مع مبادئه؛ فهو لم يقرأ القرآن حقًّا، وقد أُنزِل القرآن حاملًا خصائص العلو والارتفاع، فكل من قرأه علت نفسه، وكل من حفظه علت همَّته، وكلُّ من تدبَّره علت قدرته وأنارت بصيرته، ومن عمل به علت منزلته ومكانته.
مؤلف كتاب يوسفيات
علي بن جابر الفيفي: علي بن يحيى بن جابر الفيفي يعمل محاضرًا في قسم الشريعة واللغة العربية في كلية البرامج المشتركة بالمحالة، وقد التحق بالجامعة عام 1435 هجريًّا، وهو حاصل على بكالوريوس في تخصُّص العودة، هذا إلى جانب حصوله على درجة الماجستير في تخصُّص الدعوة والاحتساب.
من مؤلَّفاته: “لأنك الله”، و”محمد الرجل النبيل”، و”سوار أمي”، و”حلية الوقار”، وغيرها.