كيد امرأة
كيد امرأة
تُراودك كل الأشياء، لن يدعك شيء وشأنك حتى يُراودك عن نفسك، وليس لك إلا أن تعتصم بالله، هكذا رأينا يوسف (عليه السلام) لمَّا اعتصم بالله، فعلمنا أن نرى في كل فتنة امرأة العزيز، لنستحضر حال النبي العفيف فنلجأ لله ونعتصم بـ(معاذ الله).
إذا اتقى العبد ربه جعل له من كل همٍّ فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا، حتى خصومه يشهدون له ويؤيدون دعواه، فسبحان اللطيف الذي يتجلَّى اسمه اللطيف في طيَّات سورة يوسف، فترى كيف يُنجِّي الله اللطيف عبده بأخفى الأمور، وقد ينجِّيه ببلاء، فاصبر حتى يحكم الله اللطيف الخبير.
إن الفرار الوحيد الذي يُمارسه الشُّجعان دون الجبناء هو الفرار من المعصية، فإذا زحفت الشهوة ابحث عن المخرج، وإن كُنت مع الله لا تبكِ على قميصك الممزَّق ودمعك المهدور، فقد يكون سبب نجاتك وموعدك مع الفرح والسرور.
الفكرة من كتاب يوسفيات
إن التدبُّر هو ما يفعله كلُّ مؤمن يقرأ كتاب الله، ما دام عقله حاضرًا، وقلبه واعيًا، فكلُّ معنى يقف عنده القلب مُتأثِّرًا، أو مُتشوِّقًا، أو مُتحسِّرًا، أو مُتلهِّفًا، أو مُحبًّا، أو مُبغضًا، وكل تلك المعاني النفسية هي من صميم التدبُّر، ولا يكاد قارئ لآيات كتاب الله إلا ويشعر بها في قلبه، ويتصوَّرها في خياله.
فالقرآن كتابٌ مُبين، ومن كونه مُبينًا أنَّ كلَّ الكُتب يعتريها غموض سواه، فكل الكُتب فيها لبس إلا هو، ويطرأ عليها شيء من التناقض عداه، إذ إنَّ الوضوح الصفة الأهم لأعظم كتاب أنزله الله، فمن قرأ القرآن ولم تتضح الرؤى لديه وتترتَّب فوضى عقله ولم تنسجم قناعاته مع مبادئه؛ فهو لم يقرأ القرآن حقًّا، وقد أُنزِل القرآن حاملًا خصائص العلو والارتفاع، فكل من قرأه علت نفسه، وكل من حفظه علت همَّته، وكلُّ من تدبَّره علت قدرته وأنارت بصيرته، ومن عمل به علت منزلته ومكانته.
مؤلف كتاب يوسفيات
علي بن جابر الفيفي: علي بن يحيى بن جابر الفيفي يعمل محاضرًا في قسم الشريعة واللغة العربية في كلية البرامج المشتركة بالمحالة، وقد التحق بالجامعة عام 1435 هجريًّا، وهو حاصل على بكالوريوس في تخصُّص العودة، هذا إلى جانب حصوله على درجة الماجستير في تخصُّص الدعوة والاحتساب.
من مؤلَّفاته: “لأنك الله”، و”محمد الرجل النبيل”، و”سوار أمي”، و”حلية الوقار”، وغيرها.