ماهية الحب
ماهية الحب
يقول الكاتبان “جورارد” و”لندزمن” مُعرِّفين الحب بأنه “شعور وسلوك نحو كائن غالبًا ما يكون إنسانًا، ويمكن أن يكون شيئًا أو فكرة (كما في حب شخصٍ لوطنه)، ويكون التعلق شديدًا أو مشحونًا بعاطفة طاغية، ولقد قالا إنه يتضمَّن رغبة عارمة وأفعالًا تستهدف سعادة الكائن، ومستوى راقيًا من مستويات الوجود، ويضع المحب قيمة على ما يحب، تساوي القيمة التي يضعها على وجوده هو، إذ إن الحب شعور إنساني راقٍ بالفعل ويزوِّد صاحبه بمشاعر وطاقة فعالة تربطه بالشخص المقابل له، وهي دليل مهم على الصحة النفسية للفرد، وتظهر طبيعة الإنسان حين يقع في الحب، فهناك قوة خفية تدفعه بمشاعر جياشة وسعادة كبيرة تتملَّكه تجاه محبوبه، فهي حالة انفعالية تتنوَّع في مراحل الحياة المختلفة وتكسب الإنسان خبرة شخصية وأيضًا نضجًا ذاتيًّا.
الحب موضوع شائك تحدث عنه الكثير من الفلاسفة والشعراء ممتنِّين له ومتعجِّبين منه في الوقت ذاته، فالتاريخ لديه كم كبير من الشعر والنثر عن الحب، فالحب عندهم وإن كان دون فهم تام لمعناه فهو حالة فريدة من نوعها تعبِّر عن وجود الشخص ومدى توافق علاقاته، وقد ربط فرويد الحب بالعمل وقال إنهما علامتان على السلامة الشخصية والنضج، والحب أيضًا كالمال من الوارد تزييفه وادعاؤه، كما أنه ليس مفتاحًا للسعادة بالضرورة.
إن معايشة الإنسان لحالة الحب تكسبه طاقة كبيرة وإقبالًا على الحياة والسعي لإرضاء الطرف الآخر لكن لا ينبغي حصر الحب في العلاقات البشرية بين اثنين، فقد يكون الحب لجماد مثل الكتب والتلفاز، وقد يكون مثل حب الوالدين والزوجة، فهنا قد تنوَّع الحب ذاته والأطراف التي تحمله لغيرها في مختلف العلاقات، لكن لنا أن ندرك أن علاقة الحب هنا تبدأ بعنصر مهم مشترك وهو التعلق، فيبدأ الأمر باقتراب شخصين أحدهما من الآخر، أو حتى شيئين لكنَّ لديهما رابطًا معينًا واهتماماتٍ مشتركة فيتحول من تعلق إلى عاطفة، ثم إلى حب حتى تتكون لديهما عناصر الحب، ومنها الهوى والألفة والرعاية والانفعالات الشديدة والمغامرة وصراع المشاعر المختلفة والالتحام الجسدي.
الفكرة من كتاب الحب الرومانسي بين الفلسفة وعلم النفس
ألم تتساءل يومًا لماذا نحب؟ وما مفهوم هذا الحب؟ كل هذه الأسئلة لها أجوبة حتى وإن كانت قاصرة على تجارب القليلين منا، بالتأكيد الحب أحد المشاعر البشرية الانفعالية والمعرفية للشخص، وهو علاقة تركيبية غير ثابتة من المثيرات والعواطف، والحب ليس فقط بين المحبين، بل بمختلف الأنواع، وأشهر نوع نعرفه من الحب هو الحب الرومانسي، ويُعد حبًّا غير عقلاني وغير حكيم في الغالب متغذيًا على الوهم، وفي هذا الكتاب يأخذنا الكاتب فارس نظمي إلى مفهوم الحب وأنواعه، وبخاصةٍ الحب في عصر الحب الرومانسي، والحب بين الفلسفة وعلم النفس.
مؤلف كتاب الحب الرومانسي بين الفلسفة وعلم النفس
الدكتور فارس كمال نظمي: أستاذ جامعي عراقي، وكاتب وباحث في سيكولوجيا السياسة والدين والشخصية الاجتماعية والهوية الوطنية والاحتجاج والعدالة الاجتماعية، وهو ناشط في عدد من منظمات حقوق الإنسان وحركات الجندر، وهو حاصل على بكالوريوس الهندسة المدنية، ودكتوراه علم النفس الاجتماعي من جامعة بغداد.
له عدة كتب ودراسات ومقالات، ومنها: “سيكولوجيا الاحتجاج في العراق: أفول الأسلمة.. بزوغ الوطنياتية”، و”الرثاثة في العراق: أطلال دولة.. رماد مجتمع”، و”الأسلمة السياسية في العراق: رؤية نفسية”، و”المحرمون في العراق: دراسة في سيكولوجية الظلم”، و”مقالات ودراسات في الشخصية العراقية”، و”سـنحاول أن نزهر” (مجموعة شعرية).