التكنولوجيا وأطفالنا
التكنولوجيا وأطفالنا
إن السبب الرئيس الذي يجعلنا متمسِّكين بأجهزتنا وهواتفنا إلى هذا الحد هو الحماس، تمامًا كالحماس الذي ينتابنا عند تجربة أو مغامرة جديدة أو عند تناول قالب حلوى مختلف، فعندما تكون كل تجربة بين أيدينا جديدة مختلفة فهي تجذبنا وتشد انتباهنا حتى إن كانت هذه التجربة افتراضية، وهذا بالضبط حالنا يوميًّا مع التكنولوجيا، ولهذا يقدِّم الخبراء مجموعة من الحلول على شكل تحدِّيات تشجِّع الناس على تقنين وإدارة استخدام هذه الوسائل استخدامًا متوازنًا وخصوصًا عندما يتعلق الأمر بنا وبعلاقتنا مع أطفالنا.
وهذا يتضمَّن مجموعة من الخطوات تبدأ من الآباء أنفسهم، فلا يمكن لك أن تطلب من طفلك استخدام جهازه الإلكتروني لساعات محددة في اليوم والأسبوع وهو يراك تفعل نقيض ذلك، إذ تغرق أمامه يوميًّا في مشاهدة الأخبار وتتبع صفحات الفيس بوك وتغريدات تويتر، فالخطوة الأولى تبدأ من عندك؛ حدِّد عدد الدقائق التي ستطالع فيها هاتفك يوميًّا والموضوعات التي تريد أن تتابعها، ثم طبِّق هذه الاستراتيجية على كل أهل بيتك.
ولأن اقتناء هذه الأجهزة واستخدامها داخل العائلة جزء لا يتجزأ من مسؤولية الأب والأم تجاه أنفسهما وأبنائهما، لا بد أن يعمل كل من الأب والأم على تدريب أنفسهما وأبنائهما على استراتيجيات الضبط الذاتي واتخاذ القرار الصحيح والمناسب من عملية استخدام وتوظيف هذه الأجهزة إن كانت هناك رغبة حقيقية لمساعدة أطفالنا على المسؤولية والانضباط، فهذا الجيل الذي نشأ على هذه الشاشات هو أول مصارعيها القادمين، وتحضيرهم لحلبة المواجهة يتطلَّب جولات تدريبية مكثَّفة على الموازنة بين حياتهم الواقعية وحياتهم الافتراضية بشكل يضمن لهم التماسك والثبات حتى آخر لحظة.
الفكرة من كتاب ملول وعبقري
أثَّر دخول التكنولوجيا والسوشيال ميديا في حياتنا بشكل كبير، فنحن نقع تحت قصف معلوماتي مستمر وحالة استهلاك مستنزفة وإجهاد عقلي متواصل، مما لا يتيح لهذه الكتلة الصغيرة المسماة بالدماغ قليلًا من الراحة أو الشرود، وهذا له نتائج وخيمة على المدى البعيد، إذ تشكِّل حالة الاستثارة الذهنية المتواصلة هذه تبلدًا فكريًّا وفقرًا إبداعيًّا، إضافة إلى التمركز حول نفس العادات والتقاليد اليومية التي تكسر عصا التجديد والابتكار.
وبناءً على ما تقدم تحدثت المؤلفة في هذا الكتاب عمَّا يسمى في علم النفس الإدراكي “الشرود الذهني”، وكيف يمكن للابتعاد عن الروتين الصاخب والملل أن يولِّدا أهم الأفكار إبداعًا وعبقرية.
مؤلف كتاب ملول وعبقري
“منوش زمردي”: صحفية ومضيفة بودكاست ومؤلفة، تركت في عام 2018 محطة “WNYC” لتأسيس شركتها الإعلامية الخاصة “Stable Genius Productions” مع زميلتها “جين بويانت”، وشهد عام 2020 بداية توثيق شركتهما في البودكاست.
وإضافةً إلى هذا الكتاب “ملول وعبقري” الذي أعادت به اكتشاف الجانب الرائع والمفقود للملل، فإن لها كتاب “شرارة: كيف تحرِّر دماغك من التكنولوجيا لإشعال إبداعك؟ – Spark: How to Free Your Brain from Technology to Ignite Your Creativity”.
معلومات عن المترجمة:
“فرح عمران”: مدوِّنة ومترجمة، ومن أعمالها:
الغريب.
أليس في بلاد العجائب.
فن النفوذ الصامت.
ماذا يعني أن تكون معلمًا؟