كيفية غرس الرضا والقناعة في نفوس الصغار
كيفية غرس الرضا والقناعة في نفوس الصغار
من الطبيعي أن نجد في مجتمعاتنا الغني والفقير، وأبناؤنا يعيشون في سلم مادي، هناك من هم أغنى منهم، وفي نفس الوقت هناك من هم أفقر، ولكي نجعل أولادنا يدركون قيمة ما يملكونه، يجب أن نمنع عنهم ما يتسبب في جعلهم هكذا، ونعالج الأمر من جذوره، إذ تبدأ الحكاية من إعلانات التليفزيون، لأن تلك الإعلانات وغيرها من مظاهر الترف، تُضعف شعور أبنائنا بالقناعة، ونتيجة لذلك تجدهم غير راضين عن حياتهم، وللأسف هم في هذه الحالة يكونون ضحايا والكلام معهم لن يفيد، لذا يجب أن تبذل جهدًا أكبر لتُشبع قلوبهم بالرضا أسوةً برسول الله (ﷺ).
ولقد اعتمد المنهج النبوي على محورين في غرس القناعة بنفوس الكبار والصغار، المحور الأول هو: محور نظري إرشادي، إذ يرشدنا النبي (ﷺ) أن أغنى الناس هو من رضي بقسمة الله له، وقد قال النبي (ﷺ): ارضَ بما قسم الله لك، تكن أغنى الناس، ويوضح لنا النبي أن الغنى إحساس، وليس امتلاك، وأن من امتلك الصحة، والعافية، وقوت يومه، فكأنما ملك الدنيا كلها، والمحور الثاني هو: محور عملي واقعي، ولأن الكلام والنصح لايكفيان، فقد حثنا الرسول على أن نطلب من الله أن يرزقنا الرضا، ومشاهدة غيرنا من المرضى، والفقراء، كي ندرك نعم الله علينا وبهذا يلين القلب، ويخف الطمع، ويتجدد الرضا بداخلنا. وعدم الرضا، والنظر إلى من هم أغنى، سبب في دمار الأمم، وهلاك المجتمعات، ولن يتذوق الأبناء لذة الشعور بالرضا، من خلال فكرة واحدة يطبقونها مرة واحدة، ولذا كان النبي(ﷺ) إذا عمل عملًا أثبته، أي كرره وجعله ثابتًا في حياته لا يتركه إلا نادرًا، ولذا فإن تكرار الأفعال التي تجدد الرضا بنفوس الصغار، تجعلها عادة عندهم لا يتركونها فتبعد عنهم الطمع، وإياكم ومقارنة أطفالكم بغيرهم لأن هذا يزرع مشاعر الغل والحسد في قلوبهم، والأب الذي يربي ابنه على النظر إلى ما في أيدي الآخرين يرتكب جريمة شنعاء في حق طفله، ولقد قال الله تعالى مخاطبًا نبيه﴿وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ ﴾
الفكرة من كتاب من اليوم لن تنام حزينًا يا بُني
نحن في زمن تكثر فيه الأحزان والهموم، ولا يُستثنى من ذلك الصغار، فتجد الأحزان تهاجم الأطفال يوميًّا وهم في أشد الحاجة إلى من يُربِّت على أكتافهم، ويزيل أحزانهم. وللنجاح في تلك المهمة، قدم لنا هذا الكتاب مئات الحلول الواقعية البسيطة لمساعدة الوالدين على التغلب على أحزان أطفالهم، عن طريق طرح الكاتب لأكثر المشكلات التي يواجهها الأطفال، وكيف يجب على الآباء حلها بطرق تخلو من الغضب، والعنف، جاعلًا هدفه هو تكوين أسرة سعيدة، تبعث في أفرادها الراحة، والاطمئنان، ولا شيء أحب إلى الله من سرور تدخله على قلب أخيك المسلم. وقد كان النبي محمد (ﷺ) أكثر الناس حرصًا على مواساة الصغار وقت حزنهم
مؤلف كتاب من اليوم لن تنام حزينًا يا بُني
عبدالله محمد عبد المعطي: مستشار، وخبير تربوي، له عديد من الكتب المنهجية التربوية المفيدة، التي تختص بالتحدث عن أهم المشكلات التي تواجه الأسرة، وكيفية تربية الأطفال على أسس إيمانية صحيحة.
ومن مؤلفاته: “علم ابنك كيف يسأل ربه وكيف يشكو حزنه إلى الله”، “علم ابنك كيف يكره أخاه”، “الفتاة لمن تشكو أحزانها”، “فن صناعة الذكريات مع الأبناء”، “يا بني كن هذا الرجل”، “كيف تأمر ابنك بالصلاة وتسألهم عنها”، “بكاء أطفالنا متى ينتهي”، “تربية العظماء”.