القولبة تحيز وتحامل
القولبة تحيز وتحامل
لا يمكن الانفكاك عن القولبة في كل حال أو نقدها طوال الوقت، ولكن الإكثار منها والاستسلام لأحكامها العامة الجاهزة منحدر لا يمكن الخروج منه ببساطة، وذلك بسبب الإعاقة المعنوية التي تفرضها هذه الأطر الضيقة حيال إمكانيات الشخص الحقيقة أو غير المدركة بعد، ففيها إجحاف فعلي وتقزيم غير منصف في افتراضاته المسبقة التي تعيق القدرة على التفكير في نماذج تفسيرية أخرى تحاول قراءة الأحداث والشخوص بحيادية وصدق بعيدًا عن إملاءات هذا المشهد المتحيز المتحامل.
والتحامل هو الانقياد للحكم المسبق الجاهز دون تكلف عناء البحث والتحليل وهذا هو عين الإقصاء والتهميش، ومناشدة الأعمال الحرة تقتضي التحرر من قبضة الأحكام المسبقة والسلوك التحيزي الناجم عنها أولًا وصولًا إلى منطقة حياد يجري فيها التنظيم والتقييم بموضوعية وصدق.
وللتقييم الذاتي في هذه الوضعية دور فعال في تجنب الانقياد التحيزي، عن طريق تحديد مواقفنا من الآخرين ومساءلة النفس هل أنا سريع الحكم على الناس؟ هل أتفهم غيري قبل إصدار حكمي عليه؟ ماذا لو شاركت الآخر التفكير هل يمكن أن أصل إلى حكم منصف؟
وهذا العلاج الفكري والسلوكي يعزز في ما بعد قدرتك على توضيح المبهمات وفك شيفرات التعقيد واستثمار الاختلاف في صالح التنوع، لتوسيع نظرتنا إلى العالم وتدشين إسهاماتنا بشكل مرن ومتجدد، يضيء شعلة النشاط ويسير عجلة التنفيذ هونًا فوق الرمال -بتحدٍّ وثقة- لا تحتها.
الفكرة من كتاب أخرج رأسك من الرمل
تلجأ النعامة إلى وضع رأسها في الرمل هروبًا من أي خطب قائم يهددها وتعجز عن مجابهته، وهي سياسة تتبعها لضعف تتوهمه في قدرتها على المواجهة والخوف من رفع رأسها بحثًا عن مخارج بديلة قد توفر لها فرص النجاة، بينما نتميز على النعامة بنعمة التفكير التي تقتضي التأمل والبحث والترجيح، إذ إن هذه هي أخص خصائص البشرية التي جبلت عليها أذهاننا وتفتقت بها عقولنا، موجهة باب مداركنا إلى التحليل والتركيب والتفكير، توصلًا إلى إجراءات الوقاية وسبل النجاة، وفي عالم سريع التغير أحوج ما نحتاج إليه على صعيد التطوير الذاتي لعقولنا اعتماد سياسة التنوع مبدأً أساسيًّا للتفكير والتحليل، من خلال إدارة علاقتنا بالواقع وما يقع فيه بطريقة متوازنة واعية، تحل مشكلاته وتضفي على هذه الطريقة روح الانفتاح والمرونة موقدة فتيل الانخراط والدافعية.
مؤلف كتاب أخرج رأسك من الرمل
الدكتورة “آمي.اس.تولبرت”
مدربة ومستشارة في مجالات المصادر البشرية وتطوير المؤسسات، ومديرة مؤسسة التغيير الإبداعي الفعال التابعة لمجموعة “ECCO العالمية” المهتمة بنشر مفهوم مميز للروح والمحافظة على الاستمرار والديمومة.
حاصلة على شهادة الدكتوراه في تنمية الموارد البشرية، وتخصصت في ثقافة التنوع والمثاقفة والتدريب عليهما من جامعة مينيسوتا.
إضافة إلى أنها عملت بالتدريب في مجالات التعليم الإلكتروني وتصميم العمل التلفزيوني وإنتاجه والعروض المغرية ومهارات الاتصال والإدارة والتحفيز والقيادة.
معلومات عن المترجم:
ترجمة “منار الشهابي” من أعمالها:
الإبادة الثقافية.
التقرير التعذيب “وثائق برنامج التعذيب الأمريكي بعد 11 سبتمبر”