الحاجة إلى الإيجابية
الحاجة إلى الإيجابية
للتخلص من الانقياد لفكرة التهرب من المواجهة وتحقيق التنوع والتغيير المطلوب بعيدًا عن خيار الاختباء تحت لحاف الظروف، يحتاج الإنسان إلى فضاء إيجابي يشكل أرضًا خصبة منبتة للروح المتفائلة المساعدة على اتخاذ القرارات الصحيحة.
يمكن تغذية هذه الفكرة بمجموعة من المقترحات التي تحفز هذه الروح الإيجابية لدى الإنسان بداية من نفسه، بالعمل على تمرينها على التكيف والاستماع إدراكًا لأهمية التثقيف والتنوع والانفتاح وعمق الفائدة المترتبة على ذلك، مما يسهل عليه فهم مشاعره والتفاعل معها بالطريقة التي تجيب عن كل تساؤلاته الشائكة، إذ تعد الإجابات الصحيحة عاملًا مغذيًا للنمو الشخصي المقاوم للصعاب والقائد للسلوك المناسب القويم في إطار الإحاطة بالأمور وإدراكها إدراكًا سليمًا.
وتلعب إعادة تأطير السلبيات وحصرها وسكبها في قوالب إيجابية جديدة دورًا مهمًّا في سبيل التخلص من عشوائية هذا القصف السلبي الذي من شأنه تدمير كل مخارج التنوع المقترحة والآمال المتعلقة بها، متحديًا بذلك النفس من الوقوع في مصيدة القلق المترتبة على خروجك من مناطق المواجهة المعتادة إلى ساحات النزال المفتوحة على كل الاحتمالات، في محاولة لقراءة الواقع من أكثر من جهة مع سبق إرادة ورغبة في تحجيم السلبيات وحصرها وإعادة تدويرها واستثمارهاا.
كما لا يمكن استثناء دور الإصغاء بصدق والتلبس بمعاناة الآخرين والإحساس بهم، للوصول إلى حالة إيجابية مشعة بالتصبغ بآلامهم وأوجاعهم، مما يرفع من أهمية وشأن الآخر في هذه المعادلة ويخفف من وتيرة النزاع بعيدًا عن المحاكمات المجحفة التي تجرنا إلى مواقف سطحية وطريق مسدود وجعبة خالية من التفاهم والتعاطف.
الفكرة من كتاب أخرج رأسك من الرمل
تلجأ النعامة إلى وضع رأسها في الرمل هروبًا من أي خطب قائم يهددها وتعجز عن مجابهته، وهي سياسة تتبعها لضعف تتوهمه في قدرتها على المواجهة والخوف من رفع رأسها بحثًا عن مخارج بديلة قد توفر لها فرص النجاة، بينما نتميز على النعامة بنعمة التفكير التي تقتضي التأمل والبحث والترجيح، إذ إن هذه هي أخص خصائص البشرية التي جبلت عليها أذهاننا وتفتقت بها عقولنا، موجهة باب مداركنا إلى التحليل والتركيب والتفكير، توصلًا إلى إجراءات الوقاية وسبل النجاة، وفي عالم سريع التغير أحوج ما نحتاج إليه على صعيد التطوير الذاتي لعقولنا اعتماد سياسة التنوع مبدأً أساسيًّا للتفكير والتحليل، من خلال إدارة علاقتنا بالواقع وما يقع فيه بطريقة متوازنة واعية، تحل مشكلاته وتضفي على هذه الطريقة روح الانفتاح والمرونة موقدة فتيل الانخراط والدافعية.
مؤلف كتاب أخرج رأسك من الرمل
الدكتورة “آمي.اس.تولبرت”
مدربة ومستشارة في مجالات المصادر البشرية وتطوير المؤسسات، ومديرة مؤسسة التغيير الإبداعي الفعال التابعة لمجموعة “ECCO العالمية” المهتمة بنشر مفهوم مميز للروح والمحافظة على الاستمرار والديمومة.
حاصلة على شهادة الدكتوراه في تنمية الموارد البشرية، وتخصصت في ثقافة التنوع والمثاقفة والتدريب عليهما من جامعة مينيسوتا.
إضافة إلى أنها عملت بالتدريب في مجالات التعليم الإلكتروني وتصميم العمل التلفزيوني وإنتاجه والعروض المغرية ومهارات الاتصال والإدارة والتحفيز والقيادة.
معلومات عن المترجم:
ترجمة “منار الشهابي” من أعمالها:
الإبادة الثقافية.
التقرير التعذيب “وثائق برنامج التعذيب الأمريكي بعد 11 سبتمبر”