حدد وواجه
حدد وواجه
يمكن للحذر في بعض الحالات أن يشكل منطقة آمنة نتحرك فيها بأريحية وهدوء، ويقينا عواقب المواجهة وتبعات الاقتحام، ولكن اتباع هذا الأسلوب على طول الخط ومع كل القضايا والظروف يعتبر هروبًا حقيقيًّا وجبنًا وتملصًا من المسؤولية.
صحيح أن أغلبنا يخاف الانخراط في المشكلات متجنبًا الموضوعات الحساسة والمشتبكة في محاولة منه للنأي بنفسه عن مواقع الصدام، خشية من الأذى أو إصدار حكم ظالم أو إلحاق الضرر بأحد، ولأننا نتخذ من الحذر في هذه الحالة خط دفاع متقدم تتحول كل هذه العوائق إلى مصدات فعليه تحجب الرؤية وتعيق السير والحركة، والحل في هذه الحالة لا يتطلب أكثر من حسن الإدارة، ففي حسن إدارة هذا الصراع المفترض تتجلى والفوارق بين الحقيقة والوهم، حقيقة حجم هذه المشكلات وحقيقة ما ينتابنا حيالها من تضخيم أو تقزيم، وذلك من خلال التواصل المفتوح باللغة والأسلوب والانغماس في الواقعة وحشد كل التوقعات وصولًا إلى أرضية عامة مشتركة نحدد بها الهدف وننطلق منها إلى المواجهة.
وفي هذا السياق يأتي دور الاختيار والتوظيف الصحيح للألفاظ والكلمات والقرارات، فكونك أكثر تحديدًا لمشكلاتك يعني أنك أحرص في انتقاء ألفاظك واختيار ما يناسب السياق والظرف والتوقيت، فسياسة المشي على البيض في هذا المقام توجه القضايا إلى منعطفات لا تحتملها آلية توظيف الطاقة والجهود توظيفًا مثمرًا، إذ تتعثر القضايا المطروحة في هذا الوضع بزيف الدبلوماسية وتنزلق إلى ما لا تحمد عقباه.
وهذا ينبهنا إلى أهمية العمل على توسيع أفق التفكير وأهمية التثقيف والانفتاح بالمناقشة والمطارحة وطرح الأسئلة والاستفسارات، ما يكسبنا أداة عملية مساعدة على استيعاب الفروق بشكل أقل تشنجًا، وتوظيف الحلول التوظيف الأدق الأمثل.
الفكرة من كتاب أخرج رأسك من الرمل
تلجأ النعامة إلى وضع رأسها في الرمل هروبًا من أي خطب قائم يهددها وتعجز عن مجابهته، وهي سياسة تتبعها لضعف تتوهمه في قدرتها على المواجهة والخوف من رفع رأسها بحثًا عن مخارج بديلة قد توفر لها فرص النجاة، بينما نتميز على النعامة بنعمة التفكير التي تقتضي التأمل والبحث والترجيح، إذ إن هذه هي أخص خصائص البشرية التي جبلت عليها أذهاننا وتفتقت بها عقولنا، موجهة باب مداركنا إلى التحليل والتركيب والتفكير، توصلًا إلى إجراءات الوقاية وسبل النجاة، وفي عالم سريع التغير أحوج ما نحتاج إليه على صعيد التطوير الذاتي لعقولنا اعتماد سياسة التنوع مبدأً أساسيًّا للتفكير والتحليل، من خلال إدارة علاقتنا بالواقع وما يقع فيه بطريقة متوازنة واعية، تحل مشكلاته وتضفي على هذه الطريقة روح الانفتاح والمرونة موقدة فتيل الانخراط والدافعية.
مؤلف كتاب أخرج رأسك من الرمل
الدكتورة “آمي.اس.تولبرت”
مدربة ومستشارة في مجالات المصادر البشرية وتطوير المؤسسات، ومديرة مؤسسة التغيير الإبداعي الفعال التابعة لمجموعة “ECCO العالمية” المهتمة بنشر مفهوم مميز للروح والمحافظة على الاستمرار والديمومة.
حاصلة على شهادة الدكتوراه في تنمية الموارد البشرية، وتخصصت في ثقافة التنوع والمثاقفة والتدريب عليهما من جامعة مينيسوتا.
إضافة إلى أنها عملت بالتدريب في مجالات التعليم الإلكتروني وتصميم العمل التلفزيوني وإنتاجه والعروض المغرية ومهارات الاتصال والإدارة والتحفيز والقيادة.
معلومات عن المترجم:
ترجمة “منار الشهابي” من أعمالها:
الإبادة الثقافية.
التقرير التعذيب “وثائق برنامج التعذيب الأمريكي بعد 11 سبتمبر”