الفرج قريب
الفرج قريب
تذكر دائمًا أن كل ما تمر به مؤقت، والفكرة الأقوى لإقناعك بذلك تكمن في إيمانك العميق بأن الله لا يُعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو قادر على أن يخرجك من أحلك الضيق إلى سعة الطريق، وترقب الفرج القريب من الله فقد يكون أقرب إليك مما تظن. واحذر من اتخاذ قرارات مصيرية وقت انتظار الفرج، وعش تجربتك الإنسانية كاملةً بكل مرارتها، ومهما كانت صعوبة ظروفك الحالية فلابد لك من الثبات لحين هدوء العاصفة. وسيساعدك على ذلك كثيًرا تذكر أزماتك السابقة التي اختفت كأنها لم تكن، فحزن الأمس أصبح سلامًا اليوم.
وقد يخيل للإنسان في لحظات الضيق أن حياته سيئة، ولكن يجب أن يدرك أنها ما ضاقت إلا لتفرج، فما عليك إلا حسن الظن بالله، فالله عند حسن ظن عباده به، وإياك والخوف من أشياء لم تحدث لمجرد أنك تتوقع حدوثها، فلا ترهب من مجرد أوهام تخيلها عقلك وقت حزنه، فالله لطيف بعباده. وتكمن الإشكالية هنا في أن الإنسان قد يكون منفعلًا جدًّا وقت وقوع الأزمات فيصعب عليه تأجيل ردود أفعاله، والحل هو الانشغال المؤقت بالأمور السطحية، ومحاولة الانسحاب التكتيكي بسبب العجز الذهني عن المواجهة الفورية، فترقب الخير واستعد له.
وأشد ساعات الظلام حلكة تسبق الفجر بلحظات، فلا تنسحب من المعركة في آخر لحظة، واثبت في مكانك حتى تنحصر الغيوم تاركةً وراءها شخصًا لا يهزم، وانشغل بالدعاء لأنه يمنحك اليقين الذي يُعجل الاستجابة، وابدأ بتغيير المألوف واستمتع بلحظات الابتلاء الأخيرة ففيها يتضاعف الأجر. ويقول الشافعي:
ولرُبَّ نازلةٍ يضيقُ بها الفتى
ذَرْعًا وعند الله منها المخرجُ
ضاقت فلَّما استحكمتْ حلقاتُها
فُرجتْ، وكنتُ أظنُّها لا تفرجُ
ومهما كانت الأمور معقدة قد يكون الحل أبسط مما تظن بكثير، فلا تستهلك طاقتك في بذل مجهود مضاعف، وانظر حولك جيدًا فقد تكون الحلول قريبة منك وأنت لا تدري، ولعل السعادة تقبع أمامك بينما أنت منشغل بالبحث عنها خلفك فلا تبحث بعيدًا قبل أن تبحث قريبًا.
الفكرة من كتاب كُن بخير
هل سبق أن أردت يدًا حانيةً تُربت على كتفك المثقلة بالهموم وتنتشلكَ من الضياع؟! سيكون وقع هذا الكتاب عليك كوقع يد أمٍّ حنون تهدهد طفلها في مهده حتى ينام لتشعِره بالأمان.
يتحدث هذا الكتاب عن التمسك بالأمل، والاعتصام بحبل الله، فهما بمنزلة طوق النجاة لنفسك التائهة، فإذا كنت تعاني ضيق الصدر، وانعدام القدرة على تنظيم أهدافك وسط فوضى الحياة، سيكون هذا الكتاب مُرشدك في أحلك ساعات الظلام. فقط كل ما يلزمك أن تقرأ الكتاب بنفس وأذن صاغيتين، وتتأثر بالكلمات وتجعلها تؤثر فيك حتى تجد ضالتك في نهاية النفق بعد أن يصبح منيرًا ببلوغك المخرج.
فهيا اربط الحزام واستعد أيها القارئ العزيز للانطلاق في رحلة العثور على ذاتك، وفهمها، والمحافظة عليها.
مؤلف كتاب كُن بخير
عائشة العمران: كاتبة ومؤلفة شابة، من أصل عربي بحريني. اهتمت بالكتابة عن تنمية النفس والذات، وعنيت بتعريف الفرد كيفية التعامل مع نفسه وفهمها، وتملك مدونة على الإنترنت تنشر عليها خواطرها الكتابية التي لاقت رواجًا كبيرًا. ويعتبر هذا الكتاب “كن بخير” أول أعمالها الأدبية الكتابية المطبوعة وترجم إلى عدة لغات.
ومن مؤلفاتها:كتاب بعنوان “يوم وليلة” وهو ثاني كتاب من تأليفها.