حرية المرأة في الإسلام
حرية المرأة في الإسلام
تعدَّدت الافتراءات على الإسلام بأنه سجن للمرأة وقامع لحريتها، وكل هذا ليس له دليل في الشريعة الإسلامية، بل على النقيض تمامًا، فقد حرَّرها الدين الإسلامي من القمع الجاهلي قديمًا، فالمرأة لها حق في حرية الزواج فإذا وافقت الزواج ولم يُتمَّم كاملًا ثم لم يرضها وأرادت تركه لها نصف مهرها وإن تُمِّم كاملًا فلها المهر كله، كما أنه ليس كل الرجال أكفاء للمرأة لكن كل النساء يُناسبن الرجال، ولها أن تنقض عقد الزواج إذا كذب أو إذا أُجبِرت عليه، وليس من حق أحد إجبارها على الزواج مهما كان، فلقد ألغى الرسول (صلى الله عليه وسلم) زواج خنساء الأنصارية لأن أباها أكرهها على زوجها.
وكانت هناك إحدى جواري الحبشة اسمها بريرة وزوَّجها من عبد بني المغيرة وهي لم ترضَه أبدًا، فأحزن أمرها السيدة عائشة فاشترتها وأعتقتها، وحين خيَّرها رسول الله في أمر زوجها تركته، فكان زوجها يسير خلفها ويبكي من شدة حبه لها وهي ترفضه، فقال (صلى الله عليه وسلم) لأصحابه: “ألا تعجبون من شدة حبه لها، وبغضها له؟ ثم قال لها: اتقي الله فإنه زوجك وأبو ولدك، فقالت: أتأمرني؟ فقال: لا، إنما أنا شافع، فقالت: إذًا فلا حاجة لي إليه”، فحتى رسول الله لم يستطِع إلا الشفاعة له، وحُرِّم أن تُورث المرأة مُكرهة كما كان يحدث في الجاهلية حين يموت زوجها فيضع الأقرب له ثيابه عليها فيأخذها ليتزوجها أو يزوِّجها لغيره ويأخذ صداقها حتى جاء الإسلام وحرَّم ذلك وأعطى المرأة ملكية ميراثها بحرية والزواج ممن شاءت، وقد قال الله (عز وجل): ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا﴾.
ومُنحت حرية الرأي ومجالس العلم والعمل، حتى أن السيدة عائشة آثرت الخروج بحجابها لتعلم المسلمين بعلمها، وقال الكاتب عنها: “… أما تشبهُّ المرأة بالرجل في رأيه وعلمه فممدوح ومحمود، فقد كانت عائشة أم المؤمنين رَجْلة الرأي والعلم”.
الفكرة من كتاب المرأة العربية في ظلال الإسلام
كانت المرأة في الجاهلية حقوقها منقوصة، وتتمثَّل في أنها رمز للعار وقتلها عِصمة من الذُّل، حتى جاء الإسلام ووهبها حقوقًا وواجباتٍ، وفك أسرها من العار الزائف الذي قُيِّدت به، فأصبحت في الإسلام المرأة المسلمة أمًّا لها دور عظيم وأخرجت من رَحِمَهَا قادة عظماء وعلماء، أصبحت عالمة وشاعرة وكاتبة، بل هي حجر الأساس الذي ينبني عليه المجتمع، ولطالما أبدعت في كثير من مجالات الدنيا والدين حين أخفق بعض الرجال، يأخذنا الكاتب عبد الله بن عفيفي هنا إلى التعرف إلى المرأة العربية وخِصالها وآثارها على مدار التاريخ الإسلامي.
مؤلف كتاب المرأة العربية في ظلال الإسلام
عبد الله بن عفيفي الباجوري: أديب وشاعر وكاتب، ولد في محافظة المنوفية بمصر، التحق بمدرسة دار العلوم وعمل معلمًا بمدرسة المنصورة الابتدائية، واتصل بالملكة نازلي (أم الملك فاروق)، وأهدى إليها كتابه “المرأة العربية”، فنقل محررًا عربيًّا بديوان الملك، ثم صار إمامًا للملك، وكان عضوًا ببعض المؤسسات الخيرية، منها: جماعة مساعدة فقراء مكة والمدينة، وكان رئيسًا لرابطة الأدب العربي، وعضو الجمعية العامة للمحافظة على القرآن الكريم بالمطرية.
له مؤلفات عديدة، ومنها:
المرأة العربية في جاهليتها وإسلامها (3 أجزاء).
تفسير سورة الفتح وبيان ما اتصل بها من الفتوح الإسلامية والسيرة النبوية (ثلاثة أجزاء).
منهج الأدب، مدرسي، (جزآن).
زهرات منثورة في الأدب العربي، محاضرات ألقاها في كلية الشريعة.