النساء في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم)
النساء في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم)
المرأة في الإسلام هي مسؤولية الرجل، يحميها ويرعاها ويقضي حاجتها، وقوامة الرجل هذه تكليف له لا تشريف، أما غير ذلك فهم يُحاسبون سواسية وبيَّنَ الله (سبحانه وتعالى) ذلك، وقال: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾، وهذه الدرجة في تكفُّله بأمورها وليس في التعدي على حقوقها.
والرسول (صلى الله عليه وسلم) كان رحيمًا بالنساء ويُجيب حاجتهنَّ، فحين طلب النساء من رسول الله أن يخصَّهن بيوم من الأسبوع مثل الرجال يسألن فيه ويعلمهن وافقهن على الفور ودون أن يشقَّ عليهن، وأيضًا حين أتين ليبايعنه على أن يأتمرن بأوامر الله ويجتنبن نواهيه، قال (صلى الله عليه وسلم): فيما استطعتن وأطقتن، فقلن: الله ورسوله أرحم بنا من أنفسنا.
وكان (صلى الله عليه وسلم) في بيته خدومًا لأهله ورحيمًا بنسائه حتى أنه قال: “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي”، وحين سُئلت السيدة عائشة عن النبي في بيته، قالت: “كان في مهنة أهله حتى يخرج إلى الصلاة” أي يساعدهن، وكان (صلى الله عليه وسلم) متواضعًا خفيف الظل، فيُمازح نساءه حتى أنه كان يُسابق السيدة عائشة، وكان يرى (صلى الله عليه وسلم) أن المرأة لها من الرأي الرشيد ما يؤخذ به ورجاحة عقل قد لا توجد بين كثير من الرجال، فكان يأخذ برأي السيدة خديجة وفعل مثله عبد الله بن الزبير وأخذ برأي أمه السيدة أسماء، كما صحبَ معه كثيرًا من الصحابيات في الغزوات ليضمدن جروح الرجال ويساعدن بما يستطعن ويزودوهنَّ بالماءِ، فخرجت معه أُمية بنت قيس وحَمنَة بنت جحش في غزوة أُحد وحاضنة رسول الله أم أيمن وغيرهن كثيرات.
فقد عزهنَّ الله (عز وجل) ونبيه في الدين الإسلامي، ومثلما أُمرت المرأة أن تكون في طاعة زوجها وخدمة بيتها وتربية أبنائها فهو أيَضًا عليه من خدمة بيته ومُكلف بها وبأبنائه.
الفكرة من كتاب المرأة العربية في ظلال الإسلام
كانت المرأة في الجاهلية حقوقها منقوصة، وتتمثَّل في أنها رمز للعار وقتلها عِصمة من الذُّل، حتى جاء الإسلام ووهبها حقوقًا وواجباتٍ، وفك أسرها من العار الزائف الذي قُيِّدت به، فأصبحت في الإسلام المرأة المسلمة أمًّا لها دور عظيم وأخرجت من رَحِمَهَا قادة عظماء وعلماء، أصبحت عالمة وشاعرة وكاتبة، بل هي حجر الأساس الذي ينبني عليه المجتمع، ولطالما أبدعت في كثير من مجالات الدنيا والدين حين أخفق بعض الرجال، يأخذنا الكاتب عبد الله بن عفيفي هنا إلى التعرف إلى المرأة العربية وخِصالها وآثارها على مدار التاريخ الإسلامي.
مؤلف كتاب المرأة العربية في ظلال الإسلام
عبد الله بن عفيفي الباجوري: أديب وشاعر وكاتب، ولد في محافظة المنوفية بمصر، التحق بمدرسة دار العلوم وعمل معلمًا بمدرسة المنصورة الابتدائية، واتصل بالملكة نازلي (أم الملك فاروق)، وأهدى إليها كتابه “المرأة العربية”، فنقل محررًا عربيًّا بديوان الملك، ثم صار إمامًا للملك، وكان عضوًا ببعض المؤسسات الخيرية، منها: جماعة مساعدة فقراء مكة والمدينة، وكان رئيسًا لرابطة الأدب العربي، وعضو الجمعية العامة للمحافظة على القرآن الكريم بالمطرية.
له مؤلفات عديدة، ومنها:
المرأة العربية في جاهليتها وإسلامها (3 أجزاء).
تفسير سورة الفتح وبيان ما اتصل بها من الفتوح الإسلامية والسيرة النبوية (ثلاثة أجزاء).
منهج الأدب، مدرسي، (جزآن).
زهرات منثورة في الأدب العربي، محاضرات ألقاها في كلية الشريعة.