النساء في الجاهلية
النساء في الجاهلية
كان للمرأة العربية في الجاهلية حقوق وفضائل، لكنها منهوبة منها بسبب الجهل والظُّلم حتى جاء الإسلام ورفع عنها الظُلم ووهبها حقوقًا وواجبات.
فإذا عُدنا بالزمن قليلًا لنرى كيف عامل المجتمع العربي الجاهلي المرأة منذ ولادتها، فكان حين يُبشَّر أحدهم بأن زوجته وضعت فتاة يحزن ويغضب بشدة ويتجنَّب رؤية الناس خوفًا من وصمة العار التي ستلحقه كما قال الله (عز وجل) عنهم: ﴿وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ ۚ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ﴾، فكان إما أن يتركها وينتظر موتها في شوقٍ أو يئدها حية تحت التراب، وهذا يدل على مدى جهلهم وافتقارهم إلى الرحمة، وكانوا يظنون أن ولادتهم للفتاة مجلبة للفقر والعار.
وكان العرب أيضًا يستنكرون على الرجل أن يُلاعب صغيرته، في حين قال أبو قتادة إن النبي (صلى الله عليه وسلم) خرج يومًا عليهم حاملًا على كتفه الصغيرة أمامة بنت أبي العاص، ثم صلى وكان إذا ركع وضعها وإذا رفع رفعها معه، وكان (صلى الله عليه وسلم) حنونًا عطوفًا على بناتهِ وبخاصة السيدة فاطمة (رضي الله عنها)، فقد قال (صلى الله عليه وسلم): “فاطمة بِضعةٌ مني يسوءني ما يسوءها، ويسرُني ما يسرُها”، وأيضًا امتد نسل النبي (صلى الله عليه وسلم) من أبناء السيدة فاطمة، وفي كل هذا دلالة على تكريم الإسلام للمرأة كما أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) قال: “استوصوا بالنساءِ خيرًا”، وبشَّر من يُرزق بهن ويقضي حاجتهن ويُكرمهن يكنَّ له نجاةً من النار ورزقًا واسعًا له بكل خير.
الفكرة من كتاب المرأة العربية في ظلال الإسلام
كانت المرأة في الجاهلية حقوقها منقوصة، وتتمثَّل في أنها رمز للعار وقتلها عِصمة من الذُّل، حتى جاء الإسلام ووهبها حقوقًا وواجباتٍ، وفك أسرها من العار الزائف الذي قُيِّدت به، فأصبحت في الإسلام المرأة المسلمة أمًّا لها دور عظيم وأخرجت من رَحِمَهَا قادة عظماء وعلماء، أصبحت عالمة وشاعرة وكاتبة، بل هي حجر الأساس الذي ينبني عليه المجتمع، ولطالما أبدعت في كثير من مجالات الدنيا والدين حين أخفق بعض الرجال، يأخذنا الكاتب عبد الله بن عفيفي هنا إلى التعرف إلى المرأة العربية وخِصالها وآثارها على مدار التاريخ الإسلامي.
مؤلف كتاب المرأة العربية في ظلال الإسلام
عبد الله بن عفيفي الباجوري: أديب وشاعر وكاتب، ولد في محافظة المنوفية بمصر، التحق بمدرسة دار العلوم وعمل معلمًا بمدرسة المنصورة الابتدائية، واتصل بالملكة نازلي (أم الملك فاروق)، وأهدى إليها كتابه “المرأة العربية”، فنقل محررًا عربيًّا بديوان الملك، ثم صار إمامًا للملك، وكان عضوًا ببعض المؤسسات الخيرية، منها: جماعة مساعدة فقراء مكة والمدينة، وكان رئيسًا لرابطة الأدب العربي، وعضو الجمعية العامة للمحافظة على القرآن الكريم بالمطرية.
له مؤلفات عديدة، ومنها:
المرأة العربية في جاهليتها وإسلامها (3 أجزاء).
تفسير سورة الفتح وبيان ما اتصل بها من الفتوح الإسلامية والسيرة النبوية (ثلاثة أجزاء).
منهج الأدب، مدرسي، (جزآن).
زهرات منثورة في الأدب العربي، محاضرات ألقاها في كلية الشريعة.