أهم حيل الملحدين في المناظرة
أهم حيل الملحدين في المناظرة
كثيرًا ما يلجأ بعض أصحاب المذاهب الفكرية الضعيفة إلى ممارسة العديد من الحيل في ثنايا الحوار، حتى يتوهَّم السامع قوةَ حجته وسلامة طرحه، والملحدون شهيرون بهذه المراوغات ويجب أن يتنبه إليها المحاور جيدًا، ومن أشهر تلك الحيل التي لا يكاد يتخلى عنها ملحد أن يقرر قضية سالبة دون دليل، كأن يقول: “إن الأصل هو عدم وجود إله ومن يدَّعي العكس فعليه أن يأتي بالدليل”، هكذا دون أن يقدم هو دليلًا على هذا الطرح أو يبين كيف أن رأيه هو الأصل! فينبغي للمحاور أن يتنبَّه إلى مثل تلك الحيل، وأن يطالب دائمًا بالدليل على كل ما يطرحه خصمه.
إن اللغة المستخدمة في الحوار قد تغير مجراه ونتيجته أكثر مما تفعل الأفكار المحمولة بواسطة تلك اللغة، فيعمد الملحد إلى تفخيم عباراته وإلباسها ثوب الغموض وشحنها بالأفكار والنظريات والأسماء الرنانة كي يوهم الحضور بسعة ثقافته واطلاعه، وهذا الغموض لا يبين ما يقصده الملحد بالضبط، ومهما يجيبه الطرف الآخر فسوف يدعي أنه لم يفهم ما قاله، ويتهمه بضحالة فكره، فيجب على المحاور أن يستوقف الملحد ليتأكد مما يقصده بالضبط أو يلزمه بالتزام لغة واضحة بعيدة عن الغموض، وقد يلجأ الملحد أيضًا إلى التطويل والإطناب، موهمًا أن طول مداخلته دليل على سعة علمه واطلاعه، غير أن الأمر لا يعدو كونه سفسطة فارغة غرضها الإلهاء والإبعاد بالمناظرة عن طريقها المحدد سلفًا، وبخاصةٍ إذا أثار في كلامه أكثر من قضية فرعية.
الكذب والتدليس والسرقة من مساوئ الأخلاق، به تسقط عدالة المرء العادي، فما بالك بصاحب الأفكار الذي يؤثر في عقول الملايين؟ وبفضل التطور في وسائل البحث أصبح من السهل أن يدعي أي شخص علمه بمطولات الكتب، على الرغم من أن قراءته لا تعدو أن تكون تلخيصًا لها قد يخل بمقاصدها، أو أن يلجأ إلى النسخ واللصق من أفكار المستشرقين والمنصِّرين للتغطية على ضعفه الثقافي، ويجب على المحاور إذا وجد منه ذلك أن يكشف تدليسه وزوره على الملأ.
الفكرة من كتاب كيف تحاور ملحدًا؟ دليلك المنهجي في الحوار
هل سبق لك أن حضرت مناظرةً بين مؤمن وملحد، أو دخلت في نقاش مع أحد الملحدين الجدد؟ إن المناظرات بين المؤمنين والملحدين قديمة قدم التاريخ، ونقلت لنا كتب التراث العديد من المناظرات التي خاضها العلماء دفاعًا عن الدين وردًّا للشبهات، وفي العصر الحديث أسهم الانتشار الكبير لوسائل التواصل في كثرة النقاشات والمناظرات، وينبغي لمن يتعرَّض لهذا المجال أن يكون ملمًّا بأساسيات إدارة الحوار وآداب المناظرة، هذا الكتاب يسد ثغرًا منهجيًّا فيما يتعلق بمحاورات الملحدين في الزمن الحالي وأهم الحيل التي يلجأ إليها الملحدون وكيفية كشفها.
مؤلف كتاب كيف تحاور ملحدًا؟ دليلك المنهجي في الحوار
أمين بن عبد الهادي خربوعي: باحث مغربي، حاصل على دبلوم الأدب العصري ودبلوم الدراسات الجامعية العامة في علم النفس الاجتماعي وماجستير في إدارة الأعمال، وله العديد من المقالات والحوارات في كثير من المواقع الإسلامية، مثل “الإسلام ويب”، وغيره.