الحوار كأداة للتفاهم
الحوار كأداة للتفاهم
قضت سنة الله في خلقه أن يكونوا مختلفين، لا تكاد تجد أمرًا مهمًّا كان بديهيًّا اتفق عليه البشر بأكملهم طوال تاريخهم الممتد، حتى وجود الخالق (جل شأنه) قد أنكره البعض! قال تعالى: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ﴾، إذا سلَّمنا بهذه الحقيقة المطلقة فإنه يتجلَّى لنا أهمية الحوار كأساس للتعايش أولًا وكتأسيس للعقائد والدعوة إليها.
اكتسب الحوار في التاريخ الإسلامي أشكالًا كثيرة، ما بين المحاورة والجدال والمناظرة، ويفترض طرفا النقاش أن يكون الهدف الأساسي من الحوار هو الوصول إلى الحقيقة، وأن يقنع صاحب الحجة الأقوى صاحب الحجة الأضعف، بالأدلة والبراهين الصحيحة سواء أكانت نقلية أو عقلية أو تجريبية، ومن ثَمَّ يهتدي المتابعون للمناظرة إلى المذهب الأصح، ويزخر التاريخ الإسلامي بمئات المناظرات بين المذاهب الإسلامية المختلفة، وبين المسلمين وغير المسلمين من جهة أخرى.
ويتقاطع الحوار بهذا المفهوم مع مبدأ الدعوة للإسلام التي أمر بها الله (عز وجل)، فقد كانت المهمة الأولى للنبي (صلى الله عليه وسلم) هي تبليغ الرسالة الإلهية إلى الناس، واستمر صحابته (رضي الله عنهم) من بعده في التبليغ عنه ونشر سنته بكل أرض استطاعوا الوصول إليها، ومقتضى هذا أن يكون المسلم في كل زمان ومكان مبلغًا عن الله ورسوله عملًا بالحديث الشريف “بلغوا عني ولو آية”، وانتشرت في السنوات الأخيرة المناظرات بين رموز الإلحاد الجديد وغيرهم من أصحاب الديانات على اختلافها، وفي عالمنا العربي نشهد من حين إلى آخر مناظرات بين ملحدين عرب ومحاورين لا يألون جهدًا في رد دعاوى الإلحاد وتوضيح تلبيس خصومهم وتهافت منطقهم.
الفكرة من كتاب كيف تحاور ملحدًا؟ دليلك المنهجي في الحوار
هل سبق لك أن حضرت مناظرةً بين مؤمن وملحد، أو دخلت في نقاش مع أحد الملحدين الجدد؟ إن المناظرات بين المؤمنين والملحدين قديمة قدم التاريخ، ونقلت لنا كتب التراث العديد من المناظرات التي خاضها العلماء دفاعًا عن الدين وردًّا للشبهات، وفي العصر الحديث أسهم الانتشار الكبير لوسائل التواصل في كثرة النقاشات والمناظرات، وينبغي لمن يتعرَّض لهذا المجال أن يكون ملمًّا بأساسيات إدارة الحوار وآداب المناظرة، هذا الكتاب يسد ثغرًا منهجيًّا فيما يتعلق بمحاورات الملحدين في الزمن الحالي وأهم الحيل التي يلجأ إليها الملحدون وكيفية كشفها.
مؤلف كتاب كيف تحاور ملحدًا؟ دليلك المنهجي في الحوار
أمين بن عبد الهادي خربوعي: باحث مغربي، حاصل على دبلوم الأدب العصري ودبلوم الدراسات الجامعية العامة في علم النفس الاجتماعي وماجستير في إدارة الأعمال، وله العديد من المقالات والحوارات في كثير من المواقع الإسلامية، مثل “الإسلام ويب”، وغيره.