فارس الأحلام
فارس الأحلام
منذ الصغر نتربَّى على حكاياتٍ خيالية وأسطورية، تصوِّر لكلِّ فتاة أن فارس الأحلام سيحارب الدنيا من أجلها ثم يأتيها على حصانه الأبيض، فتبدأ الفتاة بوضع مواصفاتٍ خيالية، وتعتقد أن زوجها سيكون على مقاس هذه المواصفات تمامًا متناسية الطبيعة البشرية المليئة بالعيوب والنواقص، فتظلُّ ترسم أحلامًا بناءً على ما أرادته، ولكن الواقع مختلف! إن كل فتاة تستحق شخصًا رائعًا يليق بها، ولكن من البلاء الحقيقي العيش على بساط الأحلام، لأن ذلك يؤدي في المستقبل إلى عدم الرضا بين الزوجين، لأن المواصفات الخيالية لم توافق واقعهما، فحتى وإن كان الرجل جيدًا مع الفتاة سترى نفسها ضحية لما حلَّ بها، بينما هي ضحية للأوهام التي صنعتها.
وكذلك الرجل يدخل إلى عالم الزواج وهو محفوف بهالة من الآمال التي تصوِّر له الراحة التامة، فيرسم أحلامًا مبالغًا بها، ويبدأ بالتذمُّر حينما يجد أن الواقع مختلف، وتعيش الأسرة في صراع مهما كان لديها من مميزات، ذلك لأن آمالهما لم تتحقق بالصورة المثالية التي تكونت في خيالهما، ولسوء الحظ لم يخبرهما أحد بحقيقة الأمر، وقد تركهما الجميع للقصص والدراما والأغاني.
الفكرة من كتاب لم يخبرونا بهذا قبل أن نتزوج
الزواج من أسمى العلاقات الإنسانية، ومع كامل الأسف فإننا غالبًا ما نتربى على أفكار خاطئة وهادمة للمنازل، فلماذا لا يخبرنا أحد الحقيقة الكاملة التي تكمن وراء هذه العلاقة السامية، أم أنه يجب أن نكتشف ذلك بأنفسنا بعد التجربة؟ إن الزواج مليء بالأسرار والخفايا، لهذا فكل تجربة تنفرد بذاتها، وعليكم أن تضعوا ألف خط تحت (تنفرد بذاتها)، لذا حاولوا أن تأخذوا الحسن من التجارب، فليس من الصواب أن نمشي وراء الكلام السلبي والحكايات الخيالية.
مؤلف كتاب لم يخبرونا بهذا قبل أن نتزوج
كريم الشاذلي: كاتب مصري وُلد في 26 نوفمبر 1978، وهو باحث في مجال العلوم الإنسانية، وله أكثر من 20 كتابًا في مجال الحياة الأسرية والتربية، ومن أبرز مؤلفاته:
إلى حبيبين.
عش عظيمًا.
الإجابة الحب.
أفكار صغيرة لحياة كبيرة.