الاهتمام بالموظفين وتقديرهم
الاهتمام بالموظفين وتقديرهم
مشكلة أغلب المديرين الحاليين أنهم لا يدركون مدى تأثيرهم في موظفيهم، وهناك حقيقة مذهلة غفل عنها الكثيرون، وهي أنك كمدير أكثر تأثيرًا في موظفيك من الرئيس التنفيذي، إذ أشارت مجلة إنسينتيف في تقرير لها أن 57% من الموظفين يفضلون تلقي الثناء من مديرهم المباشر، بينما 21% منهم يفضلون تلقيه من رئيس الشركة، فعندما يعبِّر المديرون عن تقديرهم للموظفين ويعترفون بقيمتهم، فلا شك أن الأمور تتغيَّر إلى الأفضل، وعندما لا يفعلون ذلك فإن الأمور ستتغير أيضًا لكن إلى الأسوأ هذه المرة، ويتمتَّع المديرون بقوة خارقة، ومع الأسف يستخدمها كثيرٌ منهم في الطريق الخطأ، فهم يركِّزون كل اهتماماتهم على كسب رضا الإدارة العليا، فيعيشون في عزلة عن موظفيهم، لا يصغون لهم، لا يقدرونهم ولا حتى يرونهم، وبالتأكيد فإن بيئة كهذه يستحيل أن تنتج عملًا عظيمًا، والمذهل والمحزن في الأمر أن معظم ثقافات العمل السائدة تشجِّع كبار المديرين أشباه هذا العمل بوعي أو بلا وعي، وأكثر تلك الثقافات فسادًا أن تجد المدير الأكبر سنًّا، ينفرد بالمدير الجديد شارحًا له طريقة سير الأمور -كما يدَّعون- التي تتمثَّل في وجوب معاملة الموظفين بقسوة ومراقبتهم عن كثب، لأنهم يميلون إلى التكاسل ولا يقدِّمون المستوى المطلوب منهم، كما أن التقدير يأتيهم على هيئة راتب كل أسبوعين.
تقول جوميز؛ مديرة في شركة Friendlys للآيس كريم في الولايات المتحدة: “إن التقدير هو أفضل طريقة للتواصل، والتقدير أداة توصيل رائعة، فالموظفون يرون ما يفعله زملاؤهم وكيف يفعلونه، كما أنه يريهم كيف يسير العمل ككل، فإن تقدير الموظفين يريهم أن وضع العمل على ما يرام، وأفضل شيء في تقدير الموظفين هو أنه يساعدني على وضع المعايير التي تحدِّد توقُّعاتي”، وهناك مقولة أخرى نصُّها: “وراء كل موظف عظيم، مدير استثنائي”، لذا حاول أن تكون مديرًا استثنائيًّا، وحاول قدر الإمكان بناء علاقات مع موظفيك في العمل، وواحدة من الطرق الفعالة هي التجوُّل خارج المكتب والتحدث مع الموظفين، بشرط أن تتحدث بإيجابية، وذلك عن طريق الخروج من مكتبك لمدة ثلاثين دقيقة على الأقل يوميًّا، لتركِّز جل اهتمامك على الموظفين، علاوة على إظهار الاهتمام بالمشروعات الطويلة أو القصيرة الأمد التي يعمل عليها الموظفون، واسألهم عن هواياتهم، وعائلاتهم، أو أي شيء خارج إطار العمل، وفي أثناء استماعك إلى موظفيك لا تنسَ تدوين الملاحظات المهمة عن كل ما علمته عنهم، وقد يبدو لك الأمر تافهًا، لكن صدقني.. إن اتخاذ خطوات بسيطة كهذه سيجعل منك مديرًا مميزًا عن بقية المديرين على نحو يفوق توقعاتك لأن عدد المديرين الذي يصغون بجدية لموظفيهم قليل جدًّا، فإبداؤك الاهتمام بما تسمعه من موظفيك سيكون له تأثير رائع، لا بد أن تجني ثماره.
الفكرة من كتاب الموظف غير المرئي
هل ترى أن الاستمتاع بالذهاب إلى العمل أمر مهم، وهل يعتقد موظفوك ذلك؟ أليس رائعًا لو أصبحت شركتك مليئة بموظفين متحمسين للذهاب إلى عملهم خصوصًا في بيئة اليوم بطابعها التنافسي؟ يتطلَّع كلٌّ منا إلى أفضل وأحدث منتج قادم، ويشهد فيها قطاعُ الأعمال أزمةً حقيقيةً، وهي “الموظف غير المرئي”، ذلك الموظف الذي يشعر بالتهديد الدائم والتجاهل وعدم التقدير، لذا فهو لا يتجاوب إلا بالطريقة الوحيدة التي يعرفها، أن يبقى في الظلِّ، ويُنجِز من العمل ما يكفي فقط ليبقى في وظيفته، ويتذمَّر بخصوص هذا وذاك، بل وينقل تلك الأساليب إلى الوافدين الجُدد؛ فمهمة إيجاد الموظفين غير المرئيين في شركتك، وإخراجهم إلى النور، ومساعدتهم على اكتشاف طاقاتهم الكامنة، هذا ما ستجده في هذا الكتاب.
مؤلف كتاب الموظف غير المرئي
أدريان جوستيك: كاتب ومؤلف بريطاني، أسس شركة The Culture Works عام 2011، وهي شركة استشارية مقرها يوتا، وقد نُشر له عديد من المقالات في مجلة The New York Times، ومجلة Newsweek.
تشيستر إلتون: مؤلف ومتحدث تحفيزي كندي، عضو مجلس إدارة في كامب كورال، ونشرت له مقالات عدة في مجلة The New York Times، وWall Street Journal، وUSA Today.
أثمر العمل المشترك بين أدريان جوستيك وتشيستر إلتون عن “إدارة الجزر”، و”مبدأ الجزرة” اللذين صُنِّفا من أكثر الكتب مبيعًا حول العالم.
معلومات عن المترجمة:
شيماء سليمان شلبي: عام 2013 تخرجت في كلية الألسن بجامعة عين شمس، والتحقت ببرنامج الدراسات التمهيدية في الترجمة التحريرية بذات الكلية، لتتم دراستها عام 2015 وتعمل معيدة بكليتها، وفي عام 2011 عملت ولمدة 3 أشهر لدى منظمة المؤتمر الإسلامي، وترجمت خلالها عدة اتفاقيات، وبعض الخطب التي ألقاها رئيس المنظمة حينها “أكمل إحسان أوغلو”، وذلك بغرض نشرها في كتاب يضم وثائق المنظمة، كما أنها شاركت في ترجمة عدة وثائق متصلة ببرنامج الشراكة التعليمية بين مؤسسة “الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع” وشركة “Microsoft”.