ظاهرة الاختفاء المفاجئ
ظاهرة الاختفاء المفاجئ
وفقًا لجمعية إدارة الموارد -وهي أكبر جمعية في العالم تكرِّس جهودها لإدارة الموارد البشرية، ويقع مقرُّها في الولايات المتحدة الأمريكية- فإن 79% من الموظفين يتركون أعمالهم بسبب عدم التقدير، في ظلِّ المشهد الاقتصادي الحالي الذي ترتفع فيه نسبة البطالة، ولا يبدو الأمر مقلقًا لكثيرٍ من المديرين، لكن ينبغي له أن يكون كذلك، إذ يحتاج المديرون إلى فهم نوعية الموظفين الذين يتركون وظائفهم في أثناء حالة الركود الاقتصادي، لأن هؤلاء الموظفين غالبًا ما يكونون ذوي أداء مهني أعلى كفاءة، وهم من الأشخاص الذين يعدُّ وجودهم عنصرًا مهمًّا لبقاء المؤسسة، وخصوصًا إن دخَل اقتصادُها منعطف الركود.
يقول مارشال جولد سميث؛ المدير المؤسس لشركة Allianz For Strategic Leadership: “عند سؤال الموظفين ذوي الأداء المهني المرتفع عن سبب تركهم أعمالهم، فإنهم يجيبون بأنه لم يطلب أحد منهم البقاء، فكثير من المديرين التنفيذيين لا يخبرون الموظفين ذوي الأداء المرتفع بأن لهم مكانة خاصة؛ خشية أن يشعر ذوو الأداء العادي من الموظفين بالتهميش، إلا أن مثل هذه الممارسات تجعل الاحتفاظ بأصحاب الأداء المتميز صعبًا”، وفي وقتنا الحالي المليء بالتقلُّبات الاقتصادية، فبعض المجهود الخارق من جانب الموظفين مع جرعة جيدة من التقدير سيكون بإمكانهما إلهام فريق كامل، فالمرء منا يقلِّد من يعجبونه وينجذب إليهم، وما يجذبنا إلى الموظفين الخارقين هو بكل بساطة التقدير الإيجابي الذي يتلقَّونه نظير عملهم، وقد كشف أحد استطلاعات الرأي أن الموظفين الذين يعملون لدى شركات تطبِّق مبادرات التقدير، كانت فرص كونهم راضين جدًّا عن شركتهم أعلى أربع مرات من فرص رضا الموظفين الذين يعملون لدى شركات لا تقدم أي جوائز تقديرية، ومن المستبعد أن يقدم موظفون راضون عن عملهم استقالتهم عاجلًا أو آجلًا، أما عن نسبة التقدير الإيجابية فيجب للثناء أن يفوق الانتقاد بنسبة تتراوح بين 1:5 لتشجيع ثقافة الأداء المرتفع بين الموظفين، ويقول أحد الموظفين: “في هذا المكان علينا أن نكون منتجين وننجز الكثير من العمل، وفي كل عام علينا أن ننجز عملًا أكثر من الذي أنجزناه العام الماضي، ولكن بغض النظر عن ذلك كله، يبدو لنا أن العمل الذي ننجزه عندما نتلقى تعزيزًا إيجابيًّا أكثر بكثير من ذلك الذي ننجزه في وجود تعزيز سلبي”، والمشكلة الحقيقية أن دوران العمالة مكلف جدًّا، بل إنه في الواقع أكثر تكلفة يتجاهل الجميع حسابها في عالم الشركات، فنجد كثيرًا من الشركات تتعامل مع الأمر بمنظور سطحي، وفي الولايات المتحدة تبين أن أربعة ملايين موظف شهريًّا يتركون وظائفهم بمحض إرادتهم ليصل متوسط الراتب الآن إلى 34065 دولارًا بتكلفة متحفظة بنسبة 100% من الراتب لاستبدال موظف بآخر، مما يعني أن تكلفة دوران العمالة في الولايات المتحدة لا تقل عن 1.7 تريليون دولار سنويًّا، ويمثِّل دوران العمالة بالنسبة إلى المديرين الذين يكافحون كي يظلوا متقدمين خطوة على منافسيهم، خسارة فادحة، لا سيما أن الموظفين الموهوبين هم من سيغادرون أولًا، لأنهم وبكل بساطة لديهم المهارات الأكثر رواجًا وطلبًا.
الفكرة من كتاب الموظف غير المرئي
هل ترى أن الاستمتاع بالذهاب إلى العمل أمر مهم، وهل يعتقد موظفوك ذلك؟ أليس رائعًا لو أصبحت شركتك مليئة بموظفين متحمسين للذهاب إلى عملهم خصوصًا في بيئة اليوم بطابعها التنافسي؟ يتطلَّع كلٌّ منا إلى أفضل وأحدث منتج قادم، ويشهد فيها قطاعُ الأعمال أزمةً حقيقيةً، وهي “الموظف غير المرئي”، ذلك الموظف الذي يشعر بالتهديد الدائم والتجاهل وعدم التقدير، لذا فهو لا يتجاوب إلا بالطريقة الوحيدة التي يعرفها، أن يبقى في الظلِّ، ويُنجِز من العمل ما يكفي فقط ليبقى في وظيفته، ويتذمَّر بخصوص هذا وذاك، بل وينقل تلك الأساليب إلى الوافدين الجُدد؛ فمهمة إيجاد الموظفين غير المرئيين في شركتك، وإخراجهم إلى النور، ومساعدتهم على اكتشاف طاقاتهم الكامنة، هذا ما ستجده في هذا الكتاب.
مؤلف كتاب الموظف غير المرئي
أدريان جوستيك: كاتب ومؤلف بريطاني، أسس شركة The Culture Works عام 2011، وهي شركة استشارية مقرها يوتا، وقد نُشر له عديد من المقالات في مجلة The New York Times، ومجلة Newsweek.
تشيستر إلتون: مؤلف ومتحدث تحفيزي كندي، عضو مجلس إدارة في كامب كورال، ونشرت له مقالات عدة في مجلة The New York Times، وWall Street Journal، وUSA Today.
أثمر العمل المشترك بين أدريان جوستيك وتشيستر إلتون عن “إدارة الجزر”، و”مبدأ الجزرة” اللذين صُنِّفا من أكثر الكتب مبيعًا حول العالم.
معلومات عن المترجمة:
شيماء سليمان شلبي: عام 2013 تخرجت في كلية الألسن بجامعة عين شمس، والتحقت ببرنامج الدراسات التمهيدية في الترجمة التحريرية بذات الكلية، لتتم دراستها عام 2015 وتعمل معيدة بكليتها، وفي عام 2011 عملت ولمدة 3 أشهر لدى منظمة المؤتمر الإسلامي، وترجمت خلالها عدة اتفاقيات، وبعض الخطب التي ألقاها رئيس المنظمة حينها “أكمل إحسان أوغلو”، وذلك بغرض نشرها في كتاب يضم وثائق المنظمة، كما أنها شاركت في ترجمة عدة وثائق متصلة ببرنامج الشراكة التعليمية بين مؤسسة “الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع” وشركة “Microsoft”.