لا تنتظر التغيير وأنت تراوح مكانك
لا تنتظر التغيير وأنت تراوح مكانك
يزعم الكثير أن بإمكانه الإنجاز والتغيير وهو ساكن يراوح مكانه، لذا نجد في دنيا الأعمال أن الطفرات التي غيرت مستقبل شركات ومؤسسات لم تكن إلا محاولات حركية لكسر النمط المعتاد والتفلت من قيود النظم المؤسساتية، حتى إن الشركات الكبرى باتت تنهج هذا الأسلوب مهتمة بأن يكون لديها عدد لا بأس به من الموظفين الانغماسيين الذين لا يحبون العمل إلا خارج قيود النظم المعتادة، إيمانًا منهم أن هؤلاء الناس هم الأقدر على جعل التغيير المنشود حقيقة وواقعًا.
وهذا لا يعني أن تكون الحركة بدون تخطيط إنما هي حركة مرنة، فالتخطيط مهم في حالة الثبات على الوضع الراهن، وفي حالة الشروع والانطلاق في التغيير على حد سواء، لأن لكل منهما دورًا مهمًّا حيث تشكل المخططات التقليدية الثابتة قاعدة انطلاق وخطوط عودة لكل حملات التغيير الحرة التي تحاول الاجتياز بالمشاريع مناطق الظل خروجًا بها إلى ميادين التألق والتمييز.
وهذا يقتضي الشجاعة الكافية لتجاوز خدعة الحالة الراهنة، لأن الميل إلى الحلول الموجودة والركون للوضع الحالي المستقر يجعل من سياسة الرضا بالأمر الواقع وضعًا دائمًا وأسلوبًا عامًّا، إلا أن هذا النمط من التعامل والتفكير لا يوفر أي بيئة فعالة للتغيير المرغوب، وفي هذه الحالة يكون التفكير الاستراتيجي الصحيح لتجاوز المشكلة في الاعتقاد بأن الوضع الراهن لا ينبغي أن يستمر على ما هو عليه وأن كتائب التغيير لا بدَّ أن يكون لها طلعات قريبة، لأن البَدء في استراتيجيات جديدة أشد سهولة من إيقاف وتحيُّد الأساليب القديمة، وهذا يتطلب حالة من التيقظ الدائم وعدم الاسترخاء بعد كل تغيير، لأن ذلك يصيب المؤسسات بالكسل والخمول ويحكم على الحلول المطروحة بالعجز والشلل.
الفكرة من كتاب لا تتسرع بالحلول
هل فكرت يومًا في كم الافتراضات الخاطئة التي بنيت عليها مخططاتك؟ وفي التوقعات غير المحسوبة التي مهدت لمراحل من ركود والتراجع؟ هل سألت نفسك عن قائمة الأهداف الخفية التي تقف خلف كل أهدافك المعلنة والمدونة؟
اعتبر المؤلف هذا النوع من الأسئلة انطلاقة جيدة لتصحيح أوهام كثيرة تتعلق بمدى نجاعة ما تظنه تفكيرًا استراتيجيًّا مجديًا، ليأخذنا في رحلة مهمة نتعرف من خلالها على أهم الأوهام تتعلق بآليات التفكير التي قد تعتري النماذج والمخططات وصولًا إلى استراتيجيات آمنة تقينا مصائد هذه الأوهام وشراكها.
مؤلف كتاب لا تتسرع بالحلول
وليام ب. روس: كاتب ورئيس تنفيذي لمؤسسة “Enterprise support Systems” وهي مؤسسة في مجال التسويق والتخطيط باستخدام الكمبيوتر، إضافة إلى خبرة تزيد على ثلاثين عامًا في ميدان الهندسة ونظم المعلومات، له عدد من المؤلفات منها:
التخطيط للنجاح.
ابدأ من حيث أنت.
أحسن الخطط الموضوعية.
معلومات عن المترجم
مروان حموي: مترجم، ترجم عددًا من الكتب منها: “التخطيط الاستراتيجي للمؤسسات غير الربحية”، و”اكتشف القائد في ذاتك: دليلك لاكتشاف القدرات القيادية الكامنة”.