كاري أفريقيا وجنوب شرق آسيا وأوروبا
كاري أفريقيا وجنوب شرق آسيا وأوروبا
كانت أفريقيا من المناطق المستهدفة لدى المستعمرين البرتغاليين والهولنديين والبريطانيين على فترات زمنية مختلفة، وذلك لموقعها المتميز الذي يعتبر ممرًّا للرحلات التجارية التي كانت تحمل التوابل، وكان هذا أول طريق لدخول الكاري أفريقيا الشرقية والجنوبية، وكانوا يطلقون عليه “كيريز” بدل كاري. بدأت قصة السكان الهنود في أفريقيا عندما أحضر الهولنديون عبيدًا من الهند للعمل في مستعمراتهم، وكان يطلق عليهم الأفارقة اسم “ملاويو الكيب”، وعرف شعب الملاويو كيب ببراعته في الطهي واستطاع استغلال المطبخ الأفريقي المتنوع بخلق مزيج بين أطعمته، ما نتج عنه عدة أطباق مثل “البوبوتي وبريدي” مع الكاري، وأكثر الأطباق شهرة لديهم هو الطبق الهندي جنوب الأفريقي “باني تشو”.
أما دول منطقة جنوب شرق آسيا فكان لها موقع مهم داخل طرق التجارة بين دولة الهند والصين، وكعادة أي وصل تجاري أن يلحقه اختلاط وتبادل في الثقافة والسياسة والمطبخ، استمرت هذه الرحلات القادمة من الهند مرورًا ببعض دول آسيا وهي تحمل في داخلها البهارات والأقمشة وبعض الديانات المختلفة مثل البوذية والهندوسية، واستطاع الكاري من خلال هذه الرحلات دخول دول كثيرة مثل تايلاند حيث كانوا يطلقون على الكاري “غاينغ”، بعدها دخل ميانمار وإندونيسيا التي تتفق في طعامها مع المطبخ الصيني، وماليزيا وسنغافورة حيث يوجد بينها كثير من الأطباق المتشابهة مثل أطباق الساتاي والقورما والبرياني.
لم يقتصر الكاري على المنطقة الشرقية، بل استطاع الدخول بعمق إلى قارة أوروبا وبخاصةٍ بريطانيا، حيث أصبحت مطاعم الكاري في كل مكان، وقد بدأت أطباق الكاري بالدخول والظهور في هولندا بعد استقلال إندونيسيا، ودخلت فرنسا رغم عدم تقبُّل الفرنسيين الكاري بشكل كبير وعدم فهمهم للثقافة الهندية ، أما في ألمانيا فقد استحسنه كثير من الناس، وكان من أفضل الأطباق لديهم بالكاري هو “كاريوورست”، ويفضله 80% من الألمان، كما دخل الكاري أول مرة اليابان عام 1868 وأطلقوا على طبق الكاري والأرز “كاري رايزو” لقبولهم للكاري رغم تناقضه مع المطبخ الياباني الذي يتمتَّع بكل ما هو طبيعي.
الفكرة من كتاب الكاري .. التاريخ الكوني
عند ذكر الكاري أول ما يخطر في بالك هو أنه تابل من التوابل المتعارف عليها، وأنه مسحوق مائل إلى اللون الأصفر الداكن، وغالبًا أول مكان يرتبط اسمه مع ذكر الكاري دولة الهند، ولكن في هذا الكتاب تطرح المؤلفة بعض الأسئلة؛ هل الكاري هو أحد أنواع التوابل حقًّا، أم أن الكاري نوع من الأطعمة؟ أم أنه مجموعة من الأطباق؟! هل أصل الكاري دولة الهند أم أنه يضم دولًا أخرى؟ جميع هذه الأسئلة يطرحها الكتاب ويجيب عنها.
مؤلف كتاب الكاري .. التاريخ الكوني
كولين تايلور سين : ولدت في تورونتو، كندا، حاصلة على بكالوريوس وماجستير من جامعة تورونتو ودكتوراه من جامعة كولومبيا، وهي صحفية وكاتبة في مجال المواد الغذائية، وتهتم كثيرًا بطرق الطبخ الآسيوية، ولها العديد من المقالات والكتب المؤلفة، ومنها:
Feasts and Fasts: A History of Food in India-
The Chicago Food Encyclopedia-
Food Culture in India-
معلومات عن المترجمة:
يارا البدوي: ولدت في سوريا بدرعا، عام 1984 وتخرَّجت في جامعة دمشق كلية الآداب والعلوم الإنسانية قسم اللغة الإنجليزية، عملت سابقًا مدرسة للغة الإنجليزية، وبعد ذلك اتجهت نحو الأبحاث وترجمة الكتب، ومنها كتاب “الطاووس: التاريخ الطبيعي والثقافي”، وهذا الكتاب الذي بين أيدينا.