الشتات الهندي
الشتات الهندي
خلال القرون الماضية كانت منطقة شبه القارة الهندية إحدى أهم المناطق المستعمرة لثرواتها الزراعية التي كانت تنتج السكر والبن والشاي وزيت النخيل، ولكن تغيَّرت الأوضاع كثيرًا على مر الزمان بسبب الفقر والأوبئة المنتشرة من العبودية، ورغم ما أحدثته تجارة العبيد عن طريق الاستعمار البريطاني فقد صدر قرار بإلغاء العبودية واستبدال العمالة بها، حيث يكون العمل مقابل بعض الصلاحيات المطروحة من قبل الحكومة البريطانية، وفي عام 1834 أرسلت أول عمالة إلى موريشيوس ولكن لم يستمر هذا النظام كثيرًا، وبعد حلِّه أصبح عدد المهاجرين إلى بريطانيا نحو مليون ونصف مليون هندي، وبعد هذا تنوَّعت هجرة الهنود بين دول العالم.
تحولت هجرة الهنود العمال نحو جزر المستعمر مثل جزيرتي ترينيداد وتوباغو التي تحتوي نسبة 40% من سكان هنديِّي الأصل، ورغم هذا كان المطبخ التريندادي ذا قابلية للكاري، وكان بينهم توافق كبير في بعض الوصفات، ورغم فقد هذا المطبخ بعض الزرع والتوابل كالكاري والكزبرة، فقد استطاع المهاجرون إيجاد البدائل، ولقد تميزت أطباق الكاري الترينيدادية بمسحوق الكاري الجاهز، أما في غويانا فقد كان عدد السكان الهنود يبلغ 43%، وكان هناك تشابه كبير بين مطبخهم ومطبخ ترينيداد وتوباغو، كما اشتهرت أيضًا بأطباق السمك بالكاري، كما وصلت الهجرة الهندية أيضًا إلى جزيرة جامايكا ولكن لم تتعدَّ نسبة السكان الهنود 3%، ورغم هذا كان الطعام الهندي متعارفًا عليه مثل “كاري الماعز” الذي أطلقوا عليه “جمايكية”.
وبعد هذا انتشر الكاري بشكل ملحوظ عندما أحضر البريطانيون الهنود للعمل في مستعمراتهم في جميع الجزر المختلفة في مناطق الكاريبي، واشتملت أيضًا جزيرة موريشيوس، حيث يمثل الهنود (الهندوس والمسلمون) نحو 65% من سكانها والباقي من أصول فرنسية وصينية، وأكثر ما تميز به المطبخ الموريشيوسي هو المزج بين المكونات الهندية والفرنسية والهولندية والأفريقية، أما جزيرة سريلانكا فكانت خليطًا كبيرًا بين المستعمرين من الغرب والتجار من الشرق لأنها أهم مكانة بسبب أنها مركز لراحة السفن خلال رحلتها لنقل التوابل، كما كان لجزيرة فيجي مطبخ مختلف لعب دورًا مهمًّا في انتشار الكاري إلى جزر أخرى في المحيط الهادي.
الفكرة من كتاب الكاري .. التاريخ الكوني
عند ذكر الكاري أول ما يخطر في بالك هو أنه تابل من التوابل المتعارف عليها، وأنه مسحوق مائل إلى اللون الأصفر الداكن، وغالبًا أول مكان يرتبط اسمه مع ذكر الكاري دولة الهند، ولكن في هذا الكتاب تطرح المؤلفة بعض الأسئلة؛ هل الكاري هو أحد أنواع التوابل حقًّا، أم أن الكاري نوع من الأطعمة؟ أم أنه مجموعة من الأطباق؟! هل أصل الكاري دولة الهند أم أنه يضم دولًا أخرى؟ جميع هذه الأسئلة يطرحها الكتاب ويجيب عنها.
مؤلف كتاب الكاري .. التاريخ الكوني
كولين تايلور سين : ولدت في تورونتو، كندا، حاصلة على بكالوريوس وماجستير من جامعة تورونتو ودكتوراه من جامعة كولومبيا، وهي صحفية وكاتبة في مجال المواد الغذائية، وتهتم كثيرًا بطرق الطبخ الآسيوية، ولها العديد من المقالات والكتب المؤلفة، ومنها:
Feasts and Fasts: A History of Food in India-
The Chicago Food Encyclopedia-
Food Culture in India-
معلومات عن المترجمة:
يارا البدوي: ولدت في سوريا بدرعا، عام 1984 وتخرَّجت في جامعة دمشق كلية الآداب والعلوم الإنسانية قسم اللغة الإنجليزية، عملت سابقًا مدرسة للغة الإنجليزية، وبعد ذلك اتجهت نحو الأبحاث وترجمة الكتب، ومنها كتاب “الطاووس: التاريخ الطبيعي والثقافي”، وهذا الكتاب الذي بين أيدينا.