الحب أم الجنس.. أيهما نحتاج أكثر؟!
الحب أم الجنس.. أيهما نحتاج أكثر؟!
ويكثر اليوم الحديث عن “الوقوع في الحب” وكأنه حفرة، فهل فعلًا الحب سقوط؟ أم صعود؟ وأي حب هذا يتم السقوط فيه؟ والحقيقة أن هذا التعبير يحمل العديد من التعبيرات المؤيدة لنظرة الغرب إلى الحب، مثل كون الحب يخضع للصدفة والمؤثرات، فلا يجب أن نفهمه، بل يجب الاستسلام له، وأن الحب مليء بالآلام بعد فترة قصيرة من السعادة، لذا من الأفضل إعادة صياغة هذا المفهوم إلى “السقوط باسم الحب”، والرغبة الجنسية تختلف تمامًا عن الشعور بالحب، فالجنس يدخل في نطاق الحب، فالجنس وإن غاب لأسباب قاهرة كالمرض أو الاعتقال، فإن شمس الحب لا تغيب، ويظهر الواقع المعيش أن هناك العديد من علاقات زواج تستمر دون ممارسة الجنس لأي سبب، وهذا لا ينفي كون الجنس عاملًا جذابًا وحيويًّا في العلاقة، بل إن غيابه في العلاقة قد يؤدي إلى تحطيمها.
وأجمع كبار الاختصاصيين في مختلف أنحاء العالم أن الغريزة الجنسية لا تمثل مطلبًا ملحًّا للدرجة التي يصوِّرها أصحاب الرذيلة، فالإنسان يقدر على التحكم برغبته الجنسية من خلال توجيهها وتهذيبها، لحين صرفها والتمتع بها في مكانها المناسب، مع الشخص المناسب، وتؤكد دراسة عالم الحيوان أن الحيوانات والطيور تتزاوج في مواسم ومواقيت محددة، ولا يشغلها الجنس طوال الوقت، ويتفق علماء الجنس أن الامتناع عن ممارسة الجنس لفترة طويلة عن قناعة ووعي لا يمثِّل خطرًا على الصحة الجسدية أو النفسية.
أما الكبت فلا ينشأ بسبب الامتناع عن ممارسة الجنس، بل ينشأ عندما يستقذر المرء الدافع الغريزي، ولا يعترف به بينه وبين نفسه، ويرى أنه لا يجوز أن تخطر في باله هذه المسألة، والكبت هنا لا يعالجه حتى الإتيان بالعمل الغريزي لأنه في كل مرة يقدم على هذا الفعل، يشعل الصراع بداخله بين ما يجب وما لا يجب، فتنشأ هنا العقد والاضطرابات النفسية، ولا يهدف الإسلام إلى حرمان الناس من إشباع الناس لحاجاتهم، بل لا يجعل هذه الحاجات مسيطرة عليهم، والضرر الذي يقع على الإنسان نتيجة استغراقه في هذه الشهوات يفوق حد السعادة اللحظية الناتجة عن كونه عبدًا لشهوته.
الفكرة من كتاب الحُب كيف نفهمه، وكيف نُمارسه؟
إن أعمق حاجات الإنسان حاجته إلى التغلب على شعوره بالعزلة والاغتراب، وليس هناك من وسيلة لتحقيق ذلك إلا بالحب، فهو الجسر الوحيد أمام الإنسان ليخرج من سجن الذات إلى اتساع الكون ورحابة الآخرين.
فتحاول الكاتبة هنا إزالة الالتباس بين الحب وضلالاته، والتفريق بين أنواع الحب المختلفة، وبين الحب والرغبة والحاجة، وتلقي الضوء على ضرورة التعلُّم عن الحب وعلاماته لكي يسهل التفريق بينه بين المؤامرات المُرتكَبة باسمه.
مؤلف كتاب الحُب كيف نفهمه، وكيف نُمارسه؟
صهباء أحمد محمد بندق: حاصلة على بكالوريوس العلوم وبكالوريوس الطب والجراحة جامعة القاهرة، وحاصلة على دبلوم الدراسات الإسلامية، وعضو هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة بمكة المكرمة، وهي مستشارة صفحة “الاستشارات الصحية” بموقع إسلام أون لاين، ومن مؤلفاتها:
هشاشة العظام الخطر الصامت.
الدلائل الإرشادية الخاصة بتخزين الأدوية الأساسية وغيرها من المستلزمات الصحية.