ماهية الحب
ماهية الحب
من منَّا لا يتمنى أن يحل الحب بقلبه؟ وأن يزدهر فيه يومًا ما؟ بلا شك جميعنا ننتظر زيارة الحب لنا، فهو تجربة شعورية سامية، وكأنك تعيش في عالم آمن، ومليء بالسعادة، وكأنه مناخ الجنة، فقد بدأت الحياة عندما طلب آدم نعيمًا آخر غير نعيم الجنة يسقي به روحه، فأتت حواء، ومن وقتها والجميع في رحلة البحث عن الحب ليشبع حاجته إلى أن يكون محبوبًا، وأن يُحِب.
فالحب موجود منذ الأزل، تمارسه كل الكائنات كالشمس والقمر والسماء والأرض تمجيدًا وتسبيحًا لخالقها، وتوضح أيضًا آيات القرآن الكريم رابطة الحب والمحبة التي تجمع العبد بربه، فقال تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّله﴾، فليس في الناس من لا يعرف الحب، غير أن تعريفه صعب جدًّا على أي إنسان ولو كان مفكرًا أو فيلسوفًا، فبالبحث في تاريخ الحب نجد أن تعريفه أثار جدلًا كبيرًا، فهناك من يكره الحب الرومانسي، وهناك من يراه وهمًا كبيرًا، وهناك من يراه من الجانب العقائدي فقط، والبعض يرى أنه لا أهمية من طرح الأسئلة حين نحب، فهو ارتباط عاطفي قوي غامض، يخضع للكثير من المؤثرات المجهولة، فيعرِّف كل إنسان الحب طبقًا لمرحلته العمرية، والبيئة التي نشأ فيها، وتجربته الشخصية، لذا فوجود تعريف أو تخيُّل واحد للحب يعتبر خدعة كبيرة.
وكل تلك التعريفات لا تفي أبدًا بمعنى الحب، ومعانيه الخفيَّة وأسراره الدقيقة لا يعلمها إلا من عاشها وملأت عليه كيانه، وفي ذلك يقول ابن حزم: “الحب _أعزك الله_ أوله هزل وآخره جد، دقت معانيه لجلالتها على أن تُوصف، فلا تُدرك حقيقتها إلا بالمعاناة”، وكل التعريفات الأدبية للحب ما هي إلا وصف لأثر من آثار الحب، لا تعريفًا للحب بعينه، وأما الذين لا يعرفون الحب فهم ميتون، ولو كانوا أحياء، واللغز الآخر في الحب أن كل من يعايشونه يشعرون بنفس المشاعر، وتظهر عليهم نفس الأعراض مهما اختلفت شخصياتهم.
الفكرة من كتاب الحُب كيف نفهمه، وكيف نُمارسه؟
إن أعمق حاجات الإنسان حاجته إلى التغلب على شعوره بالعزلة والاغتراب، وليس هناك من وسيلة لتحقيق ذلك إلا بالحب، فهو الجسر الوحيد أمام الإنسان ليخرج من سجن الذات إلى اتساع الكون ورحابة الآخرين.
فتحاول الكاتبة هنا إزالة الالتباس بين الحب وضلالاته، والتفريق بين أنواع الحب المختلفة، وبين الحب والرغبة والحاجة، وتلقي الضوء على ضرورة التعلُّم عن الحب وعلاماته لكي يسهل التفريق بينه بين المؤامرات المُرتكَبة باسمه.
مؤلف كتاب الحُب كيف نفهمه، وكيف نُمارسه؟
صهباء أحمد محمد بندق: حاصلة على بكالوريوس العلوم وبكالوريوس الطب والجراحة جامعة القاهرة، وحاصلة على دبلوم الدراسات الإسلامية، وعضو هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة بمكة المكرمة، وهي مستشارة صفحة “الاستشارات الصحية” بموقع إسلام أون لاين، ومن مؤلفاتها:
هشاشة العظام الخطر الصامت.
الدلائل الإرشادية الخاصة بتخزين الأدوية الأساسية وغيرها من المستلزمات الصحية.