خطوط حمراء بيت الزوجية
خطوط حمراء بيت الزوجية
الطلاق أمر مشروع عند استحالة استكمال الزواج، وقد تميَّز الإسلام على غيره من الأديان بإمكانية الانفصال ليواكب الفطرة، ورغم ذلك تجد بعض التحسُّسات والتشوُّهات النفسية لدى الرجل الذي يودُّ الزواج بامرأة سبق لها الزواج، وتنشأ تلك التشوُّهات من إيمانه بأن أحدهم استباحها سابقًا، وفي المقابل تجد زوجة منفصلة ترتبط بزوج آخر، ولكنها تناديه باسم زوجها الأول الذي لا تنفصل ذكراه عن عقلها، وقد يتعدَّى الأمر حدود ذلك ليصل إلى المقارنة المستفزة بين الزوجين الأول والثاني وهو ما لا يقبله رجل.
ومن الصفات غير المقبولة في بيت الزوجية أيضًا المعاندة، فغالبًا ما يتخفَّى العند وراء أسباب أخرى أكثر عمقًا، مثل خضوع أحد الشريكين لظروف نفسية أو اجتماعية قاسية، أو أنه أصل في تكوين الشخصية، فالبعض لا يلتفت إلى الأثر الفعال لكلمة “حاضر” التي تريح القلب وتهدئ العقل، وتظهر صفة العناد بوضوح لدى المرأة، وهذا مفهوم بحكم كونها سلاحها الوحيد في مقابل قوة الرجل وبطشه أحيانًا، وهذه الصفة تضرب بشكل مباشر في أساسات بيت الزوجية لأن الرجل مجبول على الشعور بكينونته والامتثال لأوامره.
ومن الأمور التي تزيد مشقَّة الحياة وتصيب بالإحباط صفة الجحود، فقد حذَّر الرسول (صلى الله عليه وسلم) من هذه الصفة في النساء، فهن يكفرن العشير، فالمرأة قادرة في لحظة على نسف فضل زوجها عليها، وذلك يرجع إلى تحكم العاطفة فيها، ويُروى عن المعتمد بن عباد أنه كان مُغرمًا بزوجته والتي طلبت منه يومًا أن تخوض هي وبناتها في الطين، فما كان منه إلا أن جهَّز لهن طين العنبر والمسك والكافور، وإذا به يُغاصبها يومًا، فقالت له لم أرَ منك خيرًا قط، فقال لها ولا يوم الطين؟ فصمتت واعتذرت.
وإذا اختلف الزوجان إلى الحد الذي يُحتِّم الشجار بينهما، فيجب عليهما أن ينسحبا بشجارهما إلى مكان لا يراه فيه أطفالهما، فمشاهدة الأطفال للخلافات يُدمِّر شخصياتهم ويترك نُدبًا غائرة في صدورهم، وربما تتجاوز الآثار هذا الحد لتتمثَّل في أمراض عضوية ونفسية، حتى أن الجنين والرضيع يتأثران بنبرة الصوت، وذلك لأن الرضيع يتمتَّع بدماغ مرنة قابلة للتشكُّل حسب البيئة، ولربما يُكلِّف الطفل نفسها فوق طاقتها بأن يتهم نفسه بأنه السبب وراء الخلافات بسبب مظهره أو تأخُّره الدراسي أو غيرها من الأسباب الوهمية.
الفكرة من كتاب آفات في بيت الزوجية
من أسمى الرسالات التي قد يحملها إنسان؛ رسالة بناء أسرة مسلمة ناجحة، وهذه الرسالة تقتضي الكثير من الوعي والجهد والتنازل المعقول من أجل تحقيقها وذلك من قِبل الشريكين، وهذا الكتاب بمثابة الناصح الأمين الذي يوجِّه الزوجين إلى طريق بناء أسرة ناجحة، حيث يقدِّم فيه الكاتب مجموعة وفيرة من النصائح وخُلاصات التجارب وفنون التعامل بين الزوجين، تهدف إلى إثراء وعي القارئ وتعزيز رغبته في نجاح الحياة الزوجية وسعادتها.
مؤلف كتاب آفات في بيت الزوجية
حاتم إبراهيم سلامة: كاتب صحفي، تخرج في كلية أصول الدين والدعوة بجامعة الأزهر الشريف عام 1978، له العديد من المقالات الإلكترونية والكتب المنشورة، ومنها: “كوني أمًّا عظيمة”، و”صامدون في وجه الإحباط”، و”للحقيقة وجوه كثيرة”، وغيرها من المؤلفات.