الاستيعاب القرائي الناجح
الاستيعاب القرائي الناجح
لا يستطيع الطلاب فهم قصة دون ربط كلماتها وجملها بما سبق، وتعمل إستراتيجيات بناء الاستيعاب على زيادة الفاعلية العصبية في كل خطوة منه، مثل: تنشيط أدوات المعرفة السابقة عن النص، وتنمية التفكير الاستنباطي والاستقرائي، وإنشاء الروابط التي تحتاج إلى مهارات القراءة التلقائية والطلاقة وغزارة المفردات، ويتضاعف الاستيعاب القرائي بالاهتمام الذاتي بالنص وتحديد الأهداف منه ومراقبة عملية الفهم، ومما يعزز الاستيعاب أيضًا التلخيص واستخراج الأفكار الرئيسة مع التمهيد المسبق للنص وتعليم المفردات الجديدة فيه، وتوقع الأحداث والنتائج، ومن أفضل سبل الاستيعاب إعادة توزيع الأفكار على جداول ورسوم بيانية أو خرائط ذهنية، وتدوين الملاحظات عليها وتحفيز التفكير فوق المعرفي؛ أي التفكير في الأفكار.
ورغم تقدم وسائل القراءة فقد أظهرت نتائج قلة تعرض الطلاب في الصف للأدب الثري الملامس لجوانبهم الوجدانية والشخصية، وغالبًا ما تكون عمليات الاستيعاب الأولى محبطة، ولتجنب ذلك يجب إنماء روح التشاركية عند الطلاب بأن تكون موضوعات الكتاب ذات اتصال مباشر بما يثير اهتمامهم ويحفز دوافعهم للقراءة، ووضع خطط تتناغم مع الجوانب العاطفية وتحفز إفراز الدوبامين (هرمون السعادة والمتعة)، الذي يعمل على إثارة الذهن وتحفيز النشاط، ويمكن أن تتضمن تلك الخطط تبادل الطلاب المعارف بينهم، والاستمرار في تحفيز المعرفة المرتبطة بالموضوع بالمعارف السابقة؛ ويمكن تصميم جدول: (أعرف – أريد أن أعرف – تعلَّمت)؛ وهذا من شأنه أن يحفز الطلاب لطرح معلوماتهم والحرص على تكميل النقص فيها عن طريق الكتاب أو معلومات أقرانهم.
إذا كان الكتاب قصة فينبغي تحليل شخصياتها وبيان دوافع كل شخصية والمقارنة بينها وبناء علاقة شخصية مع إحداها، ويمكن إعادة سرد القصة بأسلوب الطالب ووضع نهاية مختلفة أو أن يغير بعض أحداثها ويشاركها مع معلم الفصل وزملائه، ويمكن إضافة اختبارات وتقويمات لبيان مدى الاستيعاب وإعادة تصحيح المسار.
الفكرة من كتاب تعليم الدماغ القراءة
قدمت أبحاث علم الأعصاب -منذ العقد الأخير من القرن العشرين- ثروة معرفية هائلة حول استجابة الدماغ البشري لعملية القراءة وكيفية معالجتها، وطرائق التعليم التي تحفِّز نشاط الدماغ، وتزيد من فعاليته خلال رحلة تعلُّم القراءة للصغار أو لمن يتعلمون لغة أجنبية، ومكَّنتنا من الاستفادة من مسح الدماغ في التحسين النوعي والتطوير المستمر لطرائق اكتساب وإتقان مهارة القراءة، وتمنح الدكتورة ويليس في هذا الكتاب فرصة لغير المتخصصين من خبراء التعليم وأولياء الأمور للاطلاع على آخر النتائج في ذلك الصدد.
مؤلف كتاب تعليم الدماغ القراءة
جودي ويليس: طبيبة وعالمة أعصاب ومرجع في أبحاث الدماغ فيما يتعلق بالتعلم والدماغ وارتباطات هذا البحث بأفضل ممارسات التدريس. تخرجت في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا، ومارست علم الأعصاب لخمسة عشر عامًا، ثم حصلت على ماجستير التربية من الجامعة نفسها، وتفرَّغت للتدريس في المدارس الابتدائية والمتوسطة قبل أن تكرس وقتها لتقديم العروض التقديمية وإجراء ورش عمل للمعلمين وأولياء الأمور على الصعيدين الوطني والدولي.
من أبرز مؤلفاتها:
Brain-Friendly Strategies for the Inclusion Classroom
Research Based Strategies to Ignite Student Learninger
Inspiring Middle School Minds: Gifted, Creative and Challenging
معلومات عن المترجمة
سهام جمال: مترجمة، ترجمت عدة كتب من نشر مكتبة العبيكان، منها: “تعلم حب الرياضيات”، و”دليل التجميع العنقودي: كيف تتحدى الطلاب الموهوبين وحسن التحصيل الشامل”.