الآباء الموسوسون
الآباء الموسوسون
نجد أن كثيرًا من النصائح التي يوجهها الكثير من الخبراء إلى الوالدين، تختلف وتتناقض من خبير إلى آخر، فنجد أحدهم ينصح الوالدين بأن يتم تدريب الطفل على النوم وحده في الليل، بينما ينصحهما آخر بأن ينام الطفل معهما في سرير مشترك، وكلا الخبيرين يحذر أن فعل العكس سيسبب أضرارًا نفسية للطفل، وليس هناك شخص يتأثر بشائعات الخبراء أكثر من الوالدين، والسبب هو “الخوف”؛ إن الشعور بالخوف يزداد يومًا بعد يوم في هذا العصر الحاضر، ولذلك فإن الكثير من الخبراء يعتمدون عليه في تمرير نصائحهم، وهذا الخوف راجع إلى الكثير من الأشياء الخاطئة، والوسوسة عند الآباء، “فالأخطار التي يخاف منها الناس، والأخطار التي تقتل الناس فعلًا هما حقيقتان مختلفتان”.
وينبه الخبراء أنه يجب ألا يمسك الأطفال بالمسدسات لأنهم سيقتلون أنفسهم، وبناءً على تلك النصيحة إذا كان لديك طفل اسمه “أحمد”، له صديقان هما “محمد” ويوجد في بيته مسدس، والآخر “محمود” ويوجد حمام سباحة في بيته، فإنك ستفضل أن يذهب “أحمد” للعب في بيت “محمود” وستشعر بالأمان والاطمئنان عليه، لأن في بيت “محمد” مسدسًا وقد يقع المسدس في يد “أحمد” ومن ثَم قد يقتل نفسه، لكن في الحقيقة أن عدد الأطفال الذين يقتلون نتيجة الغرق في أحواض السباحة الملحقة بالمنازل، أكثر بكثير من الأطفال الذين يوجد في بيوتهم المسدسات!
وليس الخبراء وحدهم الذين يعتمدون على الخوف من أجل الترويج لآرائهم، بل تعتمد عليه أيضًا الكثير من الشركات في الترويج والتسويق لأي منتج جديد في حقل سلامة الأطفال، فنجد -مثلًا- أن شركات السيارات تستغل ذلك الخوف عند الآباء لتبيع لهم ملايين الكراسي لسياراتهم من أجل الأطفال وحمايتهم وسلامتهم، فتزرع في الآباء أن عدم وجود هذه الكراسي سيجعلكم في حالة من الخوف والقلق بشكل دائم خائف على الأطفال داخل السيارة!
الفكرة من كتاب الاقتصاد العجيب
إن العالم الحديث رغم ما يكتنفه من غموض وتعقيد، فإنه يمكن فهمه إذا ما سأل الواحد منَّا الأسئلة الصحيحة حتى لو كانت بسيطة، ونظر إلى المعطيات التي بين يديه بطريقة سليمة، ومن ثم سيكون من السهل حينئذٍ أن نفسر الأحجيات والألغاز حتى لو كانت تبدو في الظاهر صعبة أو مستحيلة، والهدف من ذلك هو النظر والبحث في الأحداث والمواقف وفحصها بطرائق من النادر فحصها من خلالها، والبحث في الجانب الخفي من الأشياء التي لا تظهر على السطح للعيان، حيث قد تكشف أن صدور أحد القوانين هو سبب انخفاض الجرائم في بلد ما، وليس الازدهار الاقتصادي أو فاعلية الشرطة، بل قد تستطيع أن تستنبط نسبة الأخلاق الفطرية من مجرد بيع عددٍ من أرغفة الخبز!
مؤلف كتاب الاقتصاد العجيب
ستيفن د. ليفيت: كاتب وعالم اقتصاد، يدرس علم الاقتصاد في جامعة شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية، حاصل على ميدالية “جون بيتس كلارك” التي تعطى لأفضل رجل اقتصاد أمريكي كل عامين لا يتجاوز الـ40 من عمره.
ستيفن ج. دوبنر : كاتب صحفي يكتب مقالات في مجلة نيويورك تايمز ونيويوركر، من أشهر مؤلفاته التي حققت أعلى المبيعات كتاب “نفوس مضطربة واعترافات بطل متعبد”.
معلومات عن المترجم
محمد شريف الطرح: مترجم، وله عدة كتب مترجمة، منها: “العمادة الأكاديمية: مهن فردية وأدوار مؤسساتية”، و”القطاع الشعبي في مدن البلدان النامية: التشغيل والفقر والبيئة”، و”الحكم في عالم يتجه نحو العولمة “، و”الاقتصاد العجيب: اقتصادي مارق يبحث في الجانب الخفي من كل شيء”.