فرقة الريحاني
فرقة الريحاني
في خريف العام 1917 تم افتتاح مسرح “الإجبسيانة” الذي سيكون المقر الدائم لعروض فرقة الريحاني، التي قدمت أولى رواياتها “أم أحمد”، ثم تولى الريحاني في العام نفسه إدارة الفرقة، وبدأت في تقديم الروايات الاستعراضية “حمار وحلاوة” اقتداءً بفرقة الأستاذ علي الكسار التي كانت منافسًا قويًّا لفرقة الريحاني، ونالت استحسان الجمهور وتزايد إيراد الفرقة بشكل ملحوظ.
شهدت فرقة الريحاني انضمام اسمين لامعين إلى صفوفها، كان لهما بالغ الأثر في علو كعب الفرقة من الناحية الفنية، وهما الزَّجَّال بديع خيري، وقد كان شابًّا في مقتبل عمره عندما التحق بالفرقة، والملحن الشهير سيد درويش، وقد كان في بدايات عهده بالتلحين المسرحي مع فرقة جورج أبيض فضمَّه الريحاني إلى فرقته، وكان أول تعاون بينهم في مسرحية “ولو” التي ابتهج بها الجمهور أشد الابتهاج من روعة الألحان والأزجال والتمثيل، واستمر عرضها ثلاثة أشهر متواصلة حتى كان الناس لا يشغلهم إلا أخبار الحرب العالمية وروايات نجيب الريحاني على حد وصف الكاتب، وقد كان لها الفضل أن تسامعت والدة الريحاني بحديث الجمهور عن نجيب والإشادة بأعماله، فافتخرت بأنها والدته، وقد كان هذا الاعتراف من والدته بأنه يمثِّل أسعد لحظات حياته.
وصلت شهرة الريحاني إلى سعد زغلول الذي كان وقتها زعيمًا وطنيًّا، وكان يحضر حفلاته بانتظام، بالإضافة إلى العديد من رجالات الحكومة وأشراف الطبقات العليا، هذا الإقبال دفع بنجيب إلى استغلال مسرحه في محاولة تقويم العيوب الاجتماعية في المجتمع والبحث عن علاج لها، ومحاولة نشر الروح الوطنية بين أطياف الشعب بالتزامن مع مفاوضات سعد زغلول من أجل الاستقلال، ومن العجائب التي يذكرها الريحاني ما أشيع عنه أنه دسيسة إنجليزية لإلهاء الجمهور بمسرحياته عن الواجب الوطني! حتى دعا بعض خصومه إلى قتله والتخلُّص منه!
بعد الصعود المتتالي لنجيب الريحاني أصيب ببعض الصدمات النفسية والمالية، فخسر العديد من الأموال في أسهم كان اشتراها، وانفصل عن العمل مع صديقيه عزيز عيد وسيد درويش، وافترق عن شريكة حياته “لوسي دي فرناي”.
الفكرة من كتاب مذكرات نجيب الريحاني
يروي فيه المؤلف الفنان المصري نجيب الريحاني سيرة حياته وبداياته في التمثيل ورحلة صعوده حتى أصبح من أشهر الممثلين في تاريخ السينما المصرية.
مؤلف كتاب مذكرات نجيب الريحاني
ممثل مصري فكاهي شهير من أصل عراقي، ولد في العام 1889 وتوفي عام 1949، يعد من أعمدة المسرح العربي، وشكَّلت فرقته واحدة من أهم الفرق المسرحية، وتخرج فيها الكثير من النجوم بعد ذلك، قدم للسينما عددًا قليلًا من الأفلام مثل “سي عمر”، “سلامة في خير”، و”غزل البنات” الذي يعد من أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية.