كشكش بك
كشكش بك
أثناء عمله في الملهى الليلي ابتكر شخصية “كشكش بك، عمدة من الريف وفد إلى مصر، يحمل الكثير من المال فالتفَّ حوله فريق من الحسان أضعن ماله فعاد إلى قريته مفلسًا يعضُّ أصابع الندم، وقدم أول رواية له بعنوان “تعالي لي يا بطة” فلاقت استحسان الجمهور بشكل لافت حتى أصبح يتقاطر كل ليلة على الملهى لرؤية “كشكش بك” شيخ الخفر “زعرب”، وصار الريحاني يؤلف رواية جديدة للشخصية كل أسبوع، وزاد دخل الملهى بعد ترقية رسوم الدخول وزادت معه أجرة الريحاني وحصل على خمسة بالمئة من الأرباح نظير التأليف والإخراج.
استمرت شخصية “كشكش بك” في حصد المزيد من المعجبين من كل فئات الشعب، بين الباشاوات في “جروبي” والنسوة في حي الأزبكية، وعلا معها نجم الريحاني وتضاعف أجره حتى وصل إلى سبعة وعشرين جنيهًا في الشهر، ولم يسبق لممثل أن تقاضى مثل هذا الأجر من قبل بالإضافة إلى كلمته المسموعة عند صاحب الملهى التي مكَّنته من ضمان وظائف لأصدقائه القدامى بمرتبات مجزية، هذا الصعود المتنامي فَتَّ في عضد الكثيرين من حساده، فساروا بالوشاية بينه وبين المسيو روزاتي صاحب الملهى فنما بينهما الخلاف الذي أفضى في النهاية إلى تركه العمل في الملهى والانتقال إلى مسرح آخر، لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الأمر بل وصل إلى المحاكم المختلطة؛ حيث طلب المسيو روزاتي تعويضًا عن استعمال الريحاني اسم “كشكش بك” في المسرح الجديد باعتبار أن الشخصية ظهرت للمرة الأولى على خشبة مسرحه، لكن المحكمة حكمت في النهاية لصالح الريحاني وتسجيل اسم “كشكش بك” كحق فكري للريحاني، مع إلزام المسيو روزاتي بدفع مائة جنيه كتعويض، هذه الحادثة دفعت الريحاني إلى تسمية روايته الجديدة باسم “ابقى قابلني” إمعانًا في إغاظة صاحب الملهى، وصار هذا المنهج في التسمية متبعًا بعدها بين الفرق المسرحية المتنافسة بأن يسموا المسرحيات بأسماء تغيظ منافسيهم، وقدم بعدها رواية “كشكش بك في باريس”، ثم “وصية كشكش”، وصار اسم “كشكش بك” على كل لسان في مصر.
الفكرة من كتاب مذكرات نجيب الريحاني
يروي فيه المؤلف الفنان المصري نجيب الريحاني سيرة حياته وبداياته في التمثيل ورحلة صعوده حتى أصبح من أشهر الممثلين في تاريخ السينما المصرية.
مؤلف كتاب مذكرات نجيب الريحاني
ممثل مصري فكاهي شهير من أصل عراقي، ولد في العام 1889 وتوفي عام 1949، يعد من أعمدة المسرح العربي، وشكَّلت فرقته واحدة من أهم الفرق المسرحية، وتخرج فيها الكثير من النجوم بعد ذلك، قدم للسينما عددًا قليلًا من الأفلام مثل “سي عمر”، “سلامة في خير”، و”غزل البنات” الذي يعد من أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية.