مع جورج أبيض وبدايات تكوين “الكوميدي العربي”
مع جورج أبيض وبدايات تكوين “الكوميدي العربي”
كفلت مكافأة نهاية الخدمة التي حصل عليها من الشركة، وقد كانت سبعين جنيهًا، مع ما اتسم به نجيب من وجاهة وحب للفن، أن يقرض سليم الأبيض مدير إدارة فرقة جورج أبيض مبلغ خمسة وعشرين جنيهًا من أجل أن توفي الفرقة مستحقات ممثليها، مع وعد بأن يسترد المبلغ خلال يومين، لكن الفرقة تعثرت بالسداد، فعرض عليه جورج أبيض الالتحاق بفرقته لتأدية أدوار ثانوية.
كانت الفرقة في ذلك الوقت تضمُّ أسماءً لامعة أمثال روز اليوسف وعمر وصفي وفؤاد سليم، وغيرهم، لكنهم لم يحبوا نجيب لأنه سوف يشاركهم في إيراد الفرقة الضئيل، ولا سيما عمر وصفي الذي كان دائم السخرية والحط من الريحاني، إلى أن ساءت الأحوال وقرَّرت الفرقة الاستغناء عنه بداعي “عدم لياقته للتمثيل بتاتًا”، وأنه لن يكون يومًا ممثلًا ولو كان ثانويًّا!
تحت ضغط الأزمة المالية في فرقة “أبيض وحجازي” اضطر كثير من أعضائها إلى التخلي عنها، كان منهم عزيز عيد وروز اليوسف، وانضم إليهما بعدها ستيفان روستي وأمين عطا الله وغيرهما، وقرروا مع الريحاني تكوين فرقة مسرحية تنافس فرقة “أبيض وحجازي”.
كان ينقصهم التمويل اللازم للبداية، وكانوا يجتمعون في قهوة “متروبول” بشارع عماد الدين، فعرض عليهم صاحبها الخواجة بشير المساهمة بالمبلغ المطلوب لتكوين الفرقة وكان مقداره عشرة جنيهات، لتتأسَّس بعدها فرقة “الكوميدي العربي” وتبدأ عملها في مسرح “برنتانيا” وتقدم أولى مسرحياتها “خلي بالك من إميلي” المنقولة عن الفرنسية، وأدى فيها الريحاني دور “برجيه”، وقد كان دورًا أميل إلى الكوميديا منه إلى الدراما التي كان يفضلها الريحاني، وحاول الاعتذار عن الدور أكثر من مرة إلا أن الفرقة أصرت على أدائه للدور، فأدَّاه مجبرًا وأبدع فيه وضجَّ المسرح كله بالضحك من تمثيل الريحاني الكوميدي الذي فاق فيه أساطين الكوميديا في وقته.
الفكرة من كتاب مذكرات نجيب الريحاني
يروي فيه المؤلف الفنان المصري نجيب الريحاني سيرة حياته وبداياته في التمثيل ورحلة صعوده حتى أصبح من أشهر الممثلين في تاريخ السينما المصرية.
مؤلف كتاب مذكرات نجيب الريحاني
ممثل مصري فكاهي شهير من أصل عراقي، ولد في العام 1889 وتوفي عام 1949، يعد من أعمدة المسرح العربي، وشكَّلت فرقته واحدة من أهم الفرق المسرحية، وتخرج فيها الكثير من النجوم بعد ذلك، قدم للسينما عددًا قليلًا من الأفلام مثل “سي عمر”، “سلامة في خير”، و”غزل البنات” الذي يعد من أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية.