التورط النفسي
التورط النفسي
هل تصادف أن كانت إحدى المشكلات التي تعانيها هي تدخُّل عائلتك في جميع شؤونك الخاصة دون أن تطلب منهم؟ إذا كنت تعاني أو كنت أنت الشخص الذي يفعل ذلك ويريد أن يعرف كيف يتفادى وقوع ذلك مستقبلًا، فإن ما تفعله يعد تورُطًا نفسيًّا، إذ يصبح أحد الأشخاص متداخلًا بشكل كبير في حياة الطرف الآخر ويسأله أسئلة يظنها عادية ولكنها تكون شديدة الخصوصية بالنسبة له ويلح عليه بالإجابة مثل (لماذا لم تتزوج بعد؟!) وغيرها، أو يقوم شخص بفرض آرائه على الطرف الآخر؛ مما يسبب انعدام الحواجز في العلاقة، وعلى الرغم من كون أغلب المتورطين النفسيين يفعلون ذلك بحسن نية فإنهم لا يدركون ما تُخلفه أفعالهم في الطرف الآخر، حيث يتحول الأمر إلى عبء على الآخرين ويتطور ليصبح نوعًا خطيرًا من الانتهاك العاطفي ويترك العديد من الضحايا خلفه.
ويحتاج الجميع إلى الحب والحنان ولكن ليس بكميات كبيرة، فإغراق أحدهم بأكثر من حاجته يجعل الأمر يتطور بشكل عكسي حيث ينفر منه من يهتم بهم، وتعاني مجتمعاتنا العربية بطبيعتها العديد من صور التورط النفسي بحكم العادات والأعراف المتوارثة فيها، والحل الأمثل للتخلص من التورط النفسي إن كنت تعانيه هو تعلم مهارة الانسحاب ووضع حدود في أي علاقة لا ينبغي أن تتخطاها، فمهما كان الشخص عزيزًا على قلبك وتحبه، فبتصرفك هذا ستجعله يبعد عنك، بل وحتى يتجنبك، ما سيؤدي إلى مرضك النفسي أنت أيضًا، لذا انسحب بهدوء وخفة حفاظًا عليك وعلى من تحب، وإياك وتحميل أطفالك مسؤولية تحقيق أحلامك المؤجلة، وتذكَّر أن تبتعد عاطفيًّا فقط وكن حاضرًا وقت الأزمات والأمور المادية، وهذا لا يعني عقوق الوالدين، ولكن لكل شخص الحق في الحفاظ على خصوصياته بمنأى عن الجميع.
الفكرة من كتاب حجر الشمس
كثيرون منا يعدُّ المرض النفسي وصمة، بل ويتهم مرضاه بالجنون، ولذا يتجنَّب أغلب الأشخاص زيارة الأطباء النفسيين قدر الإمكان لما يعانون من أوهام وخزعبلات، غير مدركين أن المرض النفسي ينتشر بيننا كالهواء ويستنشقه الجميع وهم ليسوا استثناء، ولذا كان هدف هذا الكتاب تصحيح أغلب المفاهيم الخاطئة المتداولة عن الطب النفسي ومحاولة زيادة الوعي الثقافي بشأنه، وكيف أنه مثل أي مرض يُصيب الإنسان.
فما أنواع الأمراض النفسية، والطرق المُثلى للتعامل مع المرضى النفسيين؟ ولماذا اختارت المؤلفة حجر الشمس وجعلته عنوانًا للكتاب؟ فهذا ما سنراه عبر السطور المقبلة.
مؤلف كتاب حجر الشمس
لمى محمد: كاتبة، وناشطة حقوق إنسان بدأت مشوارها بالكتابة على مدوَّنتها الشخصية، وموقع الحوار المتمدن، وتابعت بعدها الكتابة لعدة دور نشر مختلفة.
تخرَّجت الكاتبة في جامعة دمشق، وحصلت على شهادة الدراسات العليا في الأمراض الجلدية، ثم انتقلت إلى أمريكا وتخصَّصت في الطب الباطني الابتدائي، ثم غيَّرت تخصصها إلى الطب النفسي، وحصلت على شهادة البورد الأمريكي في الأمراض النفسية والعصبية، وتعمل طبيبة نفسية وأستاذًا مساعدًا للطب النفسي في جامعة كاليفورنيا.
ومن مؤلفاتها: “ما بقي من البحر”، و”جدائل الثالوث المحرم”، و”قريب من الأرض”، و”حجر الشمس”، و”علي السوري”، و”الحب بالأزرق”، و”بغددة”، و”سلالم القرَّاص”.