احتمالات ورهانات
احتمالات ورهانات
ليست كل الخيارات تكون معروفة النتائج، هناك خياراتٌ تُبنَى نتائجها على الاحتمالات، والاحتمالات تكون أصعب في الاختيار من النتائج المحددة لكونها تحمل خيارات أكثر، وحتى يكون الاختيار عقلانيًّا في سياق الشك ذاك توجد بعض الشروط، منها؛ الاستبدال: إذا كنت تفضل رهانًا على آخر فإنك إذن يجب أن تفضل أي مزيجٍ من الرهان الأول ورهان ثالث على مزيجٍ من الرهان الثاني والرهان الثالث، بالطبع عند نفس الأوزان، مثال ذلك: «أحمد» يذهب إلى آلة لبيع المشروبات، في العادة يفضل «أحمد» الشاي على القهوة، لكن وجدت ملاحظة على الآلة مفادها أن هناك خطأ بالآلة نسبته 0.1 وهو أن يأتيك بدل أي مشروب تطلبه «بيبسي»، «أحمد» يطلب القهوة رغم أنه يفضل الشاي!
هذا يعني أن «أحمد» رغم تفضيله للشاي باحتمالية 1 على القهوة باحتمالية 1، فإنه يفضل الرهان (قهوة باحتمالية 0.9، وبيبسي باحتمالية 0.1) على الرهان (شاي باحتمالية 0.9، وبيبسي باحتمالية 0.1)، وهذا ما جعل اختيار «أحمد» غير عقلاني.
بالطبع إذا تغيرت الأوزان فإن الوضع يتغير، مثلًا إذا كان هناك رهان يقتضي أن تحصل على 100 دولار إذا حدث شيء ما، بالطبع أنت تفضل الحصول على مائة دولار على عدم الحصول على شيء، فإذا كان هناك رهان نسبة الحصول فيه على الدولارات المائة تساوي 0.5 ورهان آخر النسبة فيه 0.7، من الطبيعي أن تفضل الرهان الثاني.
والرهان يكون أفضل بالنسبة إليك إذا كانت منفعته المتوقعة أعلى، ويمكن تمثيل كل احتمال بمنفعة عددية معينة، هذه المنافع العددية يمكن تحويلها بطريقة خطية، بمعنى أنه يمكن ضربها في رقم ما أو إضافتها إلى رقم ما وهكذا، أيضًا فإن الحالة التي يتم فيها صياغة الرهان قد تؤثر في اختيارك، فمثلًا إذا كان هناك رهان يعتمد على فوز فريقك في مباراة فإن اختيارك قد يتوقف على حالة فريقك، ولا يعقل أن تختار نفس الاختيار في كل مرةٍ بصرف النظر عن حالة فريقك.
الفكرة من كتاب نظرية الاختيار.. مقدمة قصيرة جدًّا
كثيرةٌ هي الخيارات التي نواجهها، بدءًا من حياتنا اليومية: ماذا سنأكل؟ أي وسيلة مواصلات سنستقل؟ إلى أي مكانٍ سنذهب؟ مرورًا بالمنعطفات المهمة في حياتنا: ماذا سنعمل؟ مع مَن سنقضي بقية عمرنا؟ كذلك الخيارات على المستوى الجماعي: مَن سوف ننتخب؟
والحقيقة أن التطوُّر الحاصل في عالمنا زاد من الخيارات المتاحة أمامنا، وهذا وإن كان أمرًا جيدًا في حدِّ ذاتِه إلا أنه فتح أبواب الحكم على اختيارات الأشخاص، فأصبحنا نصِف بعض الاختيارات بالعقلانية وبعضها بعدمها، كما أننا صرنا نتساءل عن كيفية الاختيار عند عدم وضوح النتائج، وهل الإستراتيجيات المطبَّقة في أثناء الاختيار على المستوى الفردي هي ذاتها التي تطبَّق في أثناء الاختيار على المستوى الجماعي؟
يبيِّن الكتابُ نظريةَ الاختيار وكيفيةَ تطبيقها على مستوى هذه السياقات المختلفة، موضحًا معنى العقلانية، مع مناقشةٍ لفكرة توزيع الموارد.
مؤلف كتاب نظرية الاختيار.. مقدمة قصيرة جدًّا
مايكل ألينجهام : خبير اقتصادي بريطاني، وزميل كلية مودلين بجامعة أوكسفورد، درس عديد المجالات كالفلسفة الطبيعية والاقتصاد السياسي في جامعة إدنبره، واشتغل بالتدريس في عدد من الجامعات، وشغل منصب رئيس قسم النظرية الاقتصادية في جامعة كنت.
اشتهر بأعماله عن نظرية الاختيار وعدالة التوزيع، ومن أشهر مؤلفاته في هذا الصدد: «نظرية الاختيار العقلاني» و«التوازن وعدم التوازن» و«نظرية الأسواق».