نظريات القلق بين كيمياء المخ والتحليل النفسي
نظريات القلق بين كيمياء المخ والتحليل النفسي
على المستوى الكيميائي هناك العديد من الموصلات بالدماغ التي تشير الأبحاث أنها قد يكون لها دور في ميكانيزم أحاسيس الخوف والقلق؛ أولها بالطبع الأدرينالين والنورأدرينالين وما يحدثانه من أعراض مختلفة، وأنه من المحتمل أن يكونا السبب في القلق، هناك بعض النظريات الأخرى التي تشير إلى تضمُّن السيروتونين في الميكانيزم، فالسيروتونين عندما تقلُّ مستوياته بشكل كبير يصاب الإنسان بالاكتئاب، وعندما تزداد تؤدي إلى نوع من الاستثارة العامة ونشاط الأعصاب والقلق، أما عن حمض الجابا GABA فإنه يعد موصلًا مثبطًا يؤدي إلى الهدوء والسكون ويسهم في ميكانيزم النوم، وبالتالي إذا قلَّ مستواه يعمل على تحوُّل الإنسان إلى القلق والتوتر معظم حياته.
لم يكن الجانب الكيميائي وحده المعتمَد عليه في تحليل الخوف والقلق، ولكن ظهرت أيضًا تحليلات سلوكية وتبارت مدارس علم النفس في تفسير تلك الأحاسيس، فلنبدأ بمدرسة فرويد، فقد اعتقد أن الإنسان يبدأ سلوكه مع كل شيء يواجهه بشكل واعٍ، وإذا سبب له شيء ما الخوف فإن عقله يقوم بدفن ذلك الخوف في العقل اللاواعي ويقوم الشخص بتجنُّب مثيرات الخوف كلما كان على وشك أن يدخل مواجهة محتملة معها.
النظرية التالية هي نظرية التعلم التي أشارت إلى أن الإنسان في معظم مخاوفه لا يخاف من الشيء الذي يستحق عادةً، وأن تلك المخاوف هي محض أوهام في ذهنه، وبالتالي فالإنسان الخائف هنا تعلَّم أن يخشى أشياء خاطئة ونشأ على ذلك، ويظهر هذا في العديد من أنواع الرهاب أو الفوبيا كالفوبيا من العناكب مثلًا.
النظرية الثالثة هي نظرية تأثير القدوة في الطفولة، فإذا رأى الطفل في أحد أفراد أسرته أنه يخاف من شيء ما فقد يتولَّد لديه إحساس الخوف من نفس الشيء تلقائيًّا دون أن يختبر ذلك.
النظرية الأخيرة هي اضطراب توتُّر ما بعد الصدمة PTSD، وفي أغلب الأحيان يكون ذلك بسبب حادث ما قد كوَّن ذكريات سيئة في عقل الإنسان تختصُّ بالمكان والزمان والأشخاص وكل ما يذكِّره بالواقعة، ويحاول تجنُّب كل هذه العناصر قدر الإمكان وإلا راودته نفس مشاعر القلق والخوف بقوة أول مرة.
الفكرة من كتاب القلق ونوبات الذُّعر
اضطرابات القلق والخوف لها انتشار هائل في مجتمعنا، لكن هل هي اضطرابات فعلًا أم أنها حالات مؤقتة؟ هل كل الخوف والقلق مشاعر سلبية يجب التخلُّص منها أم أنها ليست كذلك؟
يتحدث الكاتب بدايةً عن تعريف الخوف السلبي والخوف الإيجابي، ثم ينتقل لتوضيح الأعراض التى يشعر بها حينما نخاف، ويبين معظم النظريات التي فسرت اضطرابات القلق وأنواعه، ويحاول توضيح الطريق من أجل التخلُّص من المخاوف ومثيرات القلق.
مؤلف كتاب القلق ونوبات الذُّعر
كوام مكنزي : بروفيسور في الطب النفسي في جامعة تورنتو، وأقدم طبيب نفسي في مركز الإدمان والصحة العقلية، عمل في جميع المستويات بدءًا من العناية بالمريض في العيادة حتى وضع السياسة الحكومية، وقد تعهَّد بمسألة تحسين فهم المرض العقلي، وكتب أكثر من مائة مقالة أكاديمية وعدة كتب، أشهرها: “الاكتئاب”.
المترجمة في سطور:
هلا أمان الدين: قامت بترجمة كتب أخرى، مثل: مرض باركنسون للبروفيسور توني شابيرا، ومتلازمة القولون العصبي للطبيب كيران موريارتي.