هل أنا زوجة جيدة؟
هل أنا زوجة جيدة؟
الكل ينظر إلى الطرف الثاني الذي يشاركه العلاقة، ولا أحد ينظر إلى نفسه، كلنا نلوم الآخر في لحظات الجفاء أو التقصير معنا، ولا نسأل أنفسنا إن كنا نحن السبب في حالته، فهناك زوج مثلًا ناجح في كل شيء في حياته، لكن زوجته تشتكي حزنه وصمته الدائم، ومن وجهة نظره هو يخبرنا أنه يتعب ويحقق الإنجازات والكل يراه شخصًا عظيمًا، الجميع يتشرف بمعرفته، لكن زوجته التي تهتم به هي الوحيدة التي ينتظر منها نظرة الفخر والرضا، ولكنه يجدها تنظر إليه نظرة عادية، كل أفعاله بالنسبة إليها عادية رغم أنه لا ينتظر منها سوى كلمات بسيطة أو حتى ابتسامة تهون عليه وتدفعه ليكمل، إنه يعيش أسوأ كوابيسه؛ لأن الرجل فطرته أنه يستمد قوته من شعوره بالتقدير وبحاجة الناس إليه، هو يمكنه أن يحمل الجبال فقط بالحب، لو أحس بالتقدير لسعى يضرب في الأرض، ولو شعر بالإهمال لعجز عن حمل حبة قمح واحدة إلا مُكرَهًا! يقول أحمد شوقي رحمه الله: “من خذلته أسرته، لم تأتِ من الأباعد نصرته”.
وهنا نتذكر موقف السيدة خديجة (رضي الله عنها) مع الرسول (ﷺ)، عندما تزوجا وجدت فيه الرجل النبيل، صاحب القلب النقي، فشجعته وآوته حتى شعر أنها سكنه، وساعدته على السفر والتجارة وعلى المكوث في الغار بعيدًا عنها، حتى رجع إليها يومًا خائفًا مذعورًا يرتجف، لم يطلب عون أي أحد إلاها، كان حائرًا خائفًا وكانت أوَّل من آمن به وصدقته وثبتته، يقول عنها (ﷺ): “آمَنَتْ بي إذ كفَرَ بي الناسُ، وصدَّقَتْني إذ كذَّبَني الناسُ، وواسَتْني بمالِها إذ حرَمَني الناسُ”، فكانت (رضي الله عنها) لكل الزوجات قدوة على تقوية أزواجهن، وقد أثبتت الدراسات أن البيت الداعم البعيد عن التأنيب والنقد القاسي هو بيت قوي ثابت بأشخاص سعداء وأصحاء نفسيًّا.
الفكرة من كتاب الإجابة الحب
خلق الله سيدنا آدم أولًا، وعندما شعر بالوحشة خلق له أمنا حواء لتؤنسه وتكون شريكته في رحلته، وكان لله حكمة بالغة في خلق الرجل أولًا؛ ليرى العالم قبل أن تراه المرأة ويكتسب الخبرات قبلها، ليكون له السبق والقدرة على تقديم المساعدة، وهذا فيه شيء من قوامته، ثم كان من الحكمة أيضًا هذا التأخير ليكون هناك شعور بالحنين، أو افتقاد الكل الجزءَ الذي خُلق من ضلعه، وكان لهذا الترتيب أثر في اختلاف شخصية الرجل عن المرأة واختلاف تفكيرهما.
فكيف نعيش باختلاف؟ وكيف نفهم أنفسنا قبل أن نتهم الآخرين أنهم لا يفهموننا؟ ومع هيمنة المادة على كل حياتنا ما السبيل للشعور بأننا أحياء؟ هذه الأسئلة وأكثر يجيب عنها الكاتب ويخبرنا أن الإجابة عن كل المشكلات تكون “الحب”، لكنه يؤكد أنه ليس عصى سحرية بل يحتاج إلى خطوات أخرى عملية لتسانده.
مؤلف كتاب الإجابة الحب
كريم الشاذلي: إعلامي مصري وباحث ومحاضر ومتخصص في العلوم الإنسانية والاجتماعية، بدأ الشاذلي الكتابة عام 2005، حيث أصدر كتابه الأول “إلى حبيبين”، والذي حقق مبيعات وصلت إلى نصف مليون نسخة، وتوالت بعد ذلك كتبه التي تُرجِمَت إلى العديد من اللغات.
ومن أبرز مؤلفاته: “امرأة من طراز خاص”، و”اصنع لنفسك ماركة”، و”جرعات من الحب”، و”أفكار صغيرة لحياة كبيرة”، و”ما لم يخبرني به أبي عن الحياة”، و”الآن أنت أب”.