الحياة بأكملها تدور حول الحب
الحياة بأكملها تدور حول الحب
هل الإجابة فعلًا هي الحب؟ هل كل شيء في الحياة يدور حوله حقًّا؟ أم أن هذا حماس المحبين الذين يرون الدنيا كلها بألوان زاهية فقط؟ لكن الإجابة فعلًا هي الحب!
في عالم طغت فيه المادة على كل شيء، ماذا سيكون زادك عندما تكبر في السن وحيدًا تحتاج إلى الرعاية؟ هل ستشتريها بالنقود؟ أم أنك تحتاج إليها بالأنس الصادق؟ لهذه الأوقات يجب أن تدخر الحب ليكون زادك، وفي رحلة شقائك في كدح الدنيا ستجد نفسك في مشكلات لا يعلم عنها أحد، فأنت تعاني قلة الثقة بنفسك، وغير راضٍ عن شكلك وجسدك وتشعر أنك ممتلئ بالعيوب، تنتابك حالة من القلق حيال مظهرك، وتمتلك الكثير من الذكريات السيئة والماضي المؤلم، كل هذه الأشياء تجعلك غير قادر على الإنتاج والنجاح، ولا تشعر بالسعادة في الحياة.
ثم يأتيك الحب المنقذ، يحل لك كل مشكلاتك ويجعلك ترى نفسك جميلًا، وترضى عن كل شيء، وتمتلك القدرة على السعي، حتى تدرك أنه الشيء الوحيد الذي يستحق البحث عنه، لأنه إذا فُقِد ستشعر بانعدام الرغبة في الحياة كلها وتعاودك نفس الشكوك في نفسك، والإحساس نفسه بأنك لا تستحق وأنك شخص سيئ، وحينها ستتأكد أنك كنت تستمد قيمتك من وجود شخص آخر بجانبك ترى نفسك في عينيه أجمل الناس وأكملهم.
وقديمًا كان الحب عند العرب مثالًا للفخر والشرف، لكنه أيضًا كان مصيدة لموت الكثيرين، حتى إنهم في إحدى القبائل كان يموت الأحبة فيها من فراق أحبتهم، ومن ثم أصبح يُطلق على الحب الشديد البريء اسم الحب العذري نسبة إلى قبيلة “قبيلة عذرة”، ولهذا كان الرسول (ﷺ) يدعو الأهل إلى تسهيل أمور الزواج وعدم التعنُّت فيها، يقول (ﷺ): “لم يُرَ لِلْمُتَحابَّيْنِ مثلُ النِّكاحِ”.
فهل فائدة الحب هو أنه يجلب السعادة فقط؟ الأمر ليس بهذه السطحية، وهذا التبسيط قد يكون مضللًا بعض الشيء، الحب يجيبك عن كل الأسئلة تجاه نفسك وتجاه الحياة برمتها، ويجعلك تتقوى عليها وتزداد رغبتك في عيش الحياة لآخر لحظة.
الفكرة من كتاب الإجابة الحب
خلق الله سيدنا آدم أولًا، وعندما شعر بالوحشة خلق له أمنا حواء لتؤنسه وتكون شريكته في رحلته، وكان لله حكمة بالغة في خلق الرجل أولًا؛ ليرى العالم قبل أن تراه المرأة ويكتسب الخبرات قبلها، ليكون له السبق والقدرة على تقديم المساعدة، وهذا فيه شيء من قوامته، ثم كان من الحكمة أيضًا هذا التأخير ليكون هناك شعور بالحنين، أو افتقاد الكل الجزءَ الذي خُلق من ضلعه، وكان لهذا الترتيب أثر في اختلاف شخصية الرجل عن المرأة واختلاف تفكيرهما.
فكيف نعيش باختلاف؟ وكيف نفهم أنفسنا قبل أن نتهم الآخرين أنهم لا يفهموننا؟ ومع هيمنة المادة على كل حياتنا ما السبيل للشعور بأننا أحياء؟ هذه الأسئلة وأكثر يجيب عنها الكاتب ويخبرنا أن الإجابة عن كل المشكلات تكون “الحب”، لكنه يؤكد أنه ليس عصى سحرية بل يحتاج إلى خطوات أخرى عملية لتسانده.
مؤلف كتاب الإجابة الحب
كريم الشاذلي: إعلامي مصري وباحث ومحاضر ومتخصص في العلوم الإنسانية والاجتماعية، بدأ الشاذلي الكتابة عام 2005، حيث أصدر كتابه الأول “إلى حبيبين”، والذي حقق مبيعات وصلت إلى نصف مليون نسخة، وتوالت بعد ذلك كتبه التي تُرجِمَت إلى العديد من اللغات.
ومن أبرز مؤلفاته: “امرأة من طراز خاص”، و”اصنع لنفسك ماركة”، و”جرعات من الحب”، و”أفكار صغيرة لحياة كبيرة”، و”ما لم يخبرني به أبي عن الحياة”، و”الآن أنت أب”.