بين المنطق والعاطفة
بين المنطق والعاطفة
في صراع المنطق والعاطفة هناك فواصل دقيقة جدًّا ترسم الحدود بينهما، وكثيرًا منا يخلط بين عاطفته ومنطقه، والقليل من يسبق منطقه عواطفه، فالمنطق عادةً ما يكون مؤقتًا ونطاق عمله محدودًا لكن العاطفة مستقبلية ومتدفِّقة.
وللعاطفة سلطة لا منازعة فيها تستولي على الشعور وتتحكَّم في الأمزجة وتلامس تفاصيل حياتنا اليومية مؤثرة في كل جوانب وجودنا وكياننا.
وفي ظل هذه الحالة العاطفية المهيمنة يأتي دور العامل الجوهري المحدِّد لهذه العاطفة والمتمثِّل في الكاريزما، ففي نطاق العواطف لا شيء يقلِّل من الكاريزما أكثر من ضعف السيطرة عليها وكبح لجامها.
فالغضب مثلًا باعتباره إشارة على وجود شيء خارج السياق يقلِّل من كاريزما الإنسان لأنه يعمي البصيرة ويفقد التوازن؛ وكذلك القلق يزيد من الحدة والعصبية ويعيد الأفكار التشاؤمية والسلبية إلى الواجهة.
غير أن الموسيقى والألوان والرائحة تلعب دورًا محوريًّا في حالة المزاج وقربه من مناطق الثبات والسيطرة أو ابتعاده عنها؛ فإذا كنت ترغب حقًّا في استخراج المشاعر والعواطف الاستجابات المرغوبة منك أو من جمهورك عليك أن تحيط نفسك بمؤثرات خارجية أقل ضررًا على قدرتك للاحتفاظ بالحد الأدنى من الكاريزما والتأثير والمرونة في التفاعل مع العواطف الطارئة والمزاج المضطرب.
فكم من عاطفة تلثَّمت بوشاح الغضب والاندفاع أسفرت عن قرارات مدمرة وعواقب وخيمة أفقدت أهلها صك التعاطف والمصداقية، وكم من منطق رشيد رسم لمشاعر جارفة طريق العبور حتى بلغ بها مطارح الانضباط والتصديق.
الفكرة من كتاب قوانين الكاريزما
تعرف الكاريزما بأنها القوة الجذابة والإقناع الساحر الذي يأسر الطرف المقابل ويُهيِّئه لاستقبال المعلومات.
الكاريزما في أصلها مصطلح يوناني مشتق من كلمة “نعمة”، وهي كذلك نعمة وهبة، إلا أن اكتسابها أمر ممكن ومتاح أيضًا على صعيد الأشخاص والجماعات والمؤسسات لأنها الصلة المفترضة بالقوة الحيوية المؤثرة والمحددة للنظام والكلمة.
لهذا سنجد أن كتابنا هذا يطرح مجموعة من الطرق والأساليب المساعدة على تطوير الحضور والكاريزما واكتسابهما.
مؤلف كتاب قوانين الكاريزما
كيرت دبليو مورتينسن : ولد في جنوب كاليفورنيا، وهو والد لأربعة أطفال، وهو حاصل على البكالوريوس في الاتصالات والإعلان إلى جانب الماجستير في إدارة الأعمال.
ومن مؤلفاته: “ذكاء الإقناع”.