تقمُّص تجارب الآخرين لتنضج
تقمُّص تجارب الآخرين لتنضج
هناك أمثال شعبية كثيرة ومتواترة في تاريخ ثقافات الشعوب تؤكد تصوُّرًا واحدًا وشبه مشترك أننا لن نشعر بحقيقة ألم لم نجربه، ويصعب علينا الحكم على تجارب لم نخُضها إلا بمحاولة التقمُّص العاطفي والتلبُّس بمشاعر وأحاسيس الآخرين ووضع أنفسنا مكانهم لنكون أكثر قدرة وواقعية في إصدار حكم والاعتراف بأهمية وعمق ما يشعرون به، وهذه الوضعية بدورها تعدُّ معركة الكاريزما طويلة الأمد.
وتحتاج هذه التجربة الصعبة والمعقدة إلى الكثير من التواضع وطول المراس ولمَ لا؟ ونحن نعيش في عالم أناني ينزع إلى تقديم وتقديس المصلحة الفردية المتمركزة حول الفرد وذاته عازلةً إياه عن الاهتمام بالآخرين والإحساس بمعاناتهم، والتقمُّص العاطفي هنا أبعد وأعمق من مفهوم التعاطف العابر لأنه حالة شعورية مستمرة تُخضع الذات وعلى الدوام للعب دور الآخر والتلبُّس بظروفه بالتقمُّص والمعايشة حتى تبلغ بها أعلى درجات الوعي المخوَّل باتخاذ الحكم والقرار الصحيح حيال قضايا الآخرين مشاكلهم.
والتقمُّص حالة غير مشروطة لا إملاءات فيها تنخرط معها في الآخر ومعه لتتعرَّف على مواطن ضعفه وقوته، وتكشف عن انتصاراته وانتكاساته، ما يجعلك شخصًا قادرًا على كسب حضور الآخرين والتفافهم حولك، وهي مهارة لا يمكن أن تعلم أو تدرس إنما تعاش وتجرب، فلن تجد أقرب من هذه السبيل الموصلة إلى قلوب الناس، فلا أنجز من التحدُّث بألسنتهم والنظر بأعينهم فهذا هو منتهى التقمص وغايته، ولهذا كان يقول مانديلا: “أفضل طريقة لمعرفة شخص هو أن تعيش حياته لفترة ما”.
الفكرة من كتاب قوانين الكاريزما
تعرف الكاريزما بأنها القوة الجذابة والإقناع الساحر الذي يأسر الطرف المقابل ويُهيِّئه لاستقبال المعلومات.
الكاريزما في أصلها مصطلح يوناني مشتق من كلمة “نعمة”، وهي كذلك نعمة وهبة، إلا أن اكتسابها أمر ممكن ومتاح أيضًا على صعيد الأشخاص والجماعات والمؤسسات لأنها الصلة المفترضة بالقوة الحيوية المؤثرة والمحددة للنظام والكلمة.
لهذا سنجد أن كتابنا هذا يطرح مجموعة من الطرق والأساليب المساعدة على تطوير الحضور والكاريزما واكتسابهما.
مؤلف كتاب قوانين الكاريزما
كيرت دبليو مورتينسن : ولد في جنوب كاليفورنيا، وهو والد لأربعة أطفال، وهو حاصل على البكالوريوس في الاتصالات والإعلان إلى جانب الماجستير في إدارة الأعمال.
ومن مؤلفاته: “ذكاء الإقناع”.