نفسي والصلاة وأنا!
نفسي والصلاة وأنا!
أي إنجاز بشري صالحًا كان أو فاسدًا إنما هو نتيجة لفكرة تتبعها صاحبها وأنزلها أرض الواقع وخطط لها حتى أثمرت عن هذا الإنجاز، وتمر علينا العشرات من الخواطر السمعية أو البصرية التي ما تلبث أن تتحوَّل بعقولنا إلى أفكار سيئة فنطردها ونستثنيها أو أفكار جيدة فنعمل عليها أو نخزِّنها لنستفيد منها لاحقًا.
وبالتالي فإن عملية الالتزام بالصلاة ما هي إلا فكرة يمكن أن نعمل عليها ونقنع أنفسنا بها حتى نعتادها.
هناك مقولة “أيًّا كان اعتقادك بأنك سوف تنجح في أمر ما أو لن تنجح فيه فأنت على صواب في الحالتين”، نعم هذه حقيقة مجرَّبة، فدماغك تربة وأرض خصبة لزراعة أي فكرة وتدعيمها حتى ترسخ وتؤتي ثمارها فعلًا وسلوكًا، مما يعني أن زراعة فكرة التزامك وخشوعك في الصلاة واستشعار معانيها أمر صعب وشاق عليك سيأخذ منك وقتًا ومجهودًا ذهنيًّا مساويًا ولربما أكبر من الوقت والمجهود المبذول في زراعة فكرة أنك تستطيع الالتزام بها وتقدر على ذلك، هذه الصورة أو الفكرة التي تحدث بها نفسك وعقلك عن الصلاة تساعدك بشكل كبير على إقامتها والمحافظة عليها وتغلب الأفكار السلبية أو الذكريات السيئة التي تكونت لديك عنها.
نعم أنت تستطيع أن تغلب وسوسة الشيطان السلبية بوسوسة أخرى إيجابية، بحديث نفس محفز بأنك تستطيع الالتزام بها وبأنها تجلب لك الراحة والطمأنينة، ذكِّر نفسك بالمشاعر والحالة النفسية المطمئنة التي شعرت بها حين صليت ركعة بخشوع مرة في حياتك، أو كنت في مسجد وداهمتك موجة من الأحاسيس الإيمانية العالية والرغبة في التقرُّب من مولاك فقمت لأداء ركعتين تكاد تجزم أنك قد نلت بهما ختم السعادة الأبدية! لا بد أن تكون مررت بتلك اللحظات ولو مرة في حياتك وتَذكُر مثل هذه الأوقات يُعين كثيرًا حين تفتر نفسك أو تتكاسل.
كن أنت من يقنع عقله ويملك زمام نفسه، عقلك الذي يعمل ليوقظك لاجتماع مهم في الصباح الباكر هو هو الذي يوقظك كي تقوم لصلاة الفجر، فقط بعملك أنت وإقناعك له وزرع الفكرة فيه، عقلك آلتك أنت تملكه وأنت تسيِّره، ونفسك أنت تضبط إيقاعها وتجاهدها حتى تملكها فتنقاد بعد ذلك طواعية، بل قد يمنُّ الله عليك بأكثر من ذلك فتصبح نفسك هي التي تؤازك للصلاة إذًا وعقلك هو الذي يذكرك بها وينبهك لها!
الفكرة من كتاب فاتتني صلاة
من وجهة نظر إنسانية وأخرى نفسية نجلس مع الكاتب في محراب الصلاة، نعرِّج معه إلى السماء السابعة ثم نهبط إلى دواخلنا ونطوف داخل أنفسنا وعقولنا، نفحص معه الداء حتى نصل إلى الدواء، وما ذلك إلا نتاج تجربته الخاصة، وأصدق النصائح تلك التي تأخذها ممن تربت قدماه سعيًا حتى وصل.
مؤلف كتاب فاتتني صلاة
إسلام جمال يبلغ من العمر ثلاثين عامًا، مصري الجنسية، يعمل مهندسًا بحريًّا، حصل على شهادة البكالوريوس في مصر بينما حصل على شهادة الماجيستير في إنجلترا، وغايته من الكتابة هي ربط علم النفس بالدين، والعبادات بالحياة.
من أبرز مؤلفاته: “آيات تغير حياتك”.