الجيل الصاعد والمرحلة الراهنة بين الخصوصية والتحديات
الجيل الصاعد والمرحلة الراهنة بين الخصوصية والتحديات
لا شك أن هناك اختلافات محورية كثيرة وفروقًا نوعية متجذِّرة تحكم طبيعة الظروف المحيطة بالجيل الصاعد اليوم،واعتبارات استثنائية تفرض عليهم نتائج مختلفة ومتباينة تؤثر في طريقة التفكير وطبيعة التدين وماهية الخلفيات المتحكمة في نظرة هذا الجيل للأحداث والنوازل والقضايا وكيفية التعاطي معها.
وبالنظر إلى الفواصل الزمنية بين الجيل الحالي والأجيال التي سبقته يمكننا إدراك حجم التعقيد والتركيب والتداخل الذي يكتنف أحداث هذه المرحلة على وجه الخصوص،وإذا ما أردنا التفتيش عن الحدث الأبرز الفاصل في صناعة التغيرات الفكرية والنفسية لهذا الجيل يمكننا القطع بأن نمط الحياة المعاصرة المتسارعة وظهور شبكات التواصل والأجهزة الذكية والإنترنت يمثلان المنعطف الفعلي ونقطة التحول المخيفة،فضلًا عن النتائج المترتبة على هذا الانفتاح التكنولوجي من تغير في مصادر المعرفة وسرعة تلقي المعلومة وتضاربها وعدم موثوقيتها في كثير من الأحيان؛ كل هذا يشكِّل مأزقًا عمليًّا يواجه هذا الجيل يوميًّا،وإذا ما أخذنا في عين الاعتبار ما نتج عن هذا الانفتاح أيضًا من تشتُّت ذهني وملل واعتياد النظر إلى التافهين وحب الانجذاب إلى الأضواء وهوس الشهرة والركون إلى المعلومة الجاهزة السريعة والمعلبة، وغير ذلك من الإشكاليات التي تقود مشكلات هذا الجيل،فكل هذه الاعتبارات تضعنا جميعًا أمام مسؤولية أخلاقية عظيمة تجاه هذا الجيل ولا تعفينا من الغفلة عن إدراك خطورة هذه المرحلة من مسؤوليتنا التاريخية والمساءلة بين يدي الله (عز وجل).
الفكرة من كتاب إلى الجيل الصاعد
يقول الأستاذ أحمد السيد في مقدمة كتابه هذا إن السبب الذي دفعه إلى تأليف كتاب “إلى الجيل الصاعد” رسالة بلغته من بين آلاف الرسائل الواردة أثارت حفيظته وأشعلت في داخله فتيل القلق حيال هذا الجيل وما يعانيه من تبعثر حقيقي وشتات وضبابية في الرؤية، مُؤكِدًا أن الانخراط في العمل الشبابي والاقتراب منهم على أرض الواقع زاد من قناعته بأهمية هذا الموضوع وحساسيته وخصوصيته البالغة،فجاء هذا الكتاب بمثابة محاولة للكشف عن مشكلات الجيل ومبادرة لطرح رؤية منهجية معينة على رسم خريطة طريق واضحة المعالم تساعدهم على الثبات والبلوغ.
مؤلف كتاب إلى الجيل الصاعد
أحمد السيد كاتب وداعيةإسلامي، نشأ في المدينة المنورة وتلقَّى العلم الشرعي فيها على صغره حتى أنه حفظ القرآن الكريم وبعض المتون العلمية وهو لم يتجاوز المرحلة المتوسطة بعد، وحفظ في المرحلة الثانوية صحيح البخاري ومسلم وزيادات الكتب الثمانية لينتقل بعدها إلى الدراسة الجامعية في القصيم بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وكان له حضور مكثَّف في القصيم لمجالس العلم عند عدد كبير من المشايخ والعلماء.
اهتم بعلم الحديث والقضايا الفكرية اهتمامًا خاصًّا، وله في هذا المجال مؤلفات عدة وبرامج ومبادرات كثيرة.
ومن أهم مؤلفاته:
سابغات.
كامل الصورة.
تثبيت حجية السنة ونقض أصول المنكرين.
محاسن الإسلام.